أسيرات القدس.. عزيمةٌ وإرادةٌ لا تلين

أسيرات القدس.. عزيمةٌ وإرادةٌ لا تلين

القدس المحتلة - القسطل: كلّ يومٍ يستيقظن وكلّهنّ أمل بأن للحريّة باب سيُفتح قريبًا، وأن كل تلك الأسوار الحديدية وجدران الإسمنت مهما ارتفعت فمصيرها الهدم والزوال.

يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه 12 أسيرة مقدسية في سجن “الدامون” الذي أُعيد افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى، ويقع في أحراش الكرمل شمالي فلسطين المحتلة، وأُقيم في عهد الانتداب البريطاني.

الأسيرات المقدسيات هن؛ شروق دويات، مرح باكير، نورهان عواد، إسراء جعابيص، ملك سلمان، أماني حشيم، عائشة أفغاني، جيهان حشيمة، فدوى حمادة، نوال فتيحة، ياسمين جابر، وإيمان الأعور.

جميع الأسيرات قد حكم الاحتلال عليهنّ بالسجن الفعلي لمدد متفاوتة، أعلى تلك الأحكام، السجن لمدة 16 عامًا، وما زلن فتيحة وجابر والأعور موقوفات ويُحاكمن على قضايا مختلفة.

خمس أسيرات من بينهن بحاجة لمتابعة طبيّة بعدما أصابهنّ الاحتلال برصاصه خلال عملية اعتقالهنّ “ميدانيًا”، وهن؛ دويات، سلمان، باكير، حشيمة، وجعابيص (لم يتم إطلاق الرصاص عليها لكنّها مُصابة بحروق شديدة) التي تُعتبر من أصعب الحالات المرضية في سجن “الدامون”.

ذاك السّجن يُشبه القلعة في بنائه، يحوي 13 غرفة، إحداهنّ مكتبة، وأخرى تُستخدم لعزل الأسيرات، ضيّقة، وسريرها من الإسمنت، ولا ترقى للعيش الآدمي، أما باقي الغرف فيحتجز فيها الاحتلال 39 أسيرة فلسطينية.

في حديث “القسطل” مع المحرّرة شذى حسن، قالت إنّ حياة الأسيرات في سجن الدّامون صعبة جدًا، تنعدم فيها الخصوصية بسبب كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان، حتى في ساحة “الفورة” التي تُعتبر المتنفّس الوحيد لهنّ، لا يستطعن نزع حجابهنّ فيها.

وتُضيف أن ساحة “الفورة” عبارة عن قفص حديديّ، لا يُمكن أن تخرج الأسيرة متى أرادت، بل تتحكّم إدارة السجن في فتح بوّاباتها أو إغلاقها، وهذا ما يزيد الأمر سوءًا.

وتوضح أن الأسيرات الفلسطينيات الجريحات في السجن، خاصة المقدسيّات يعانين من سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهنّ، فهنّ بحاجة لمتابعة طبيّة وعمليات جراحية، حيث أن أصعب الحالات، حالة الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص.

إسراء التي اتّهمها الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية عام 2015 عبر مركبتها التي تعرّضت لخلل ما آنذاك، جعل النار تندلع في جسدها لتأتي على 60 بالمائة منه. آلام وأوجاع ازدادت بعدما حكم الاحتلال عليها بالسجن لمدة 11 عامًا رغم رفضها كلّ التهم التي وُجّهت إليها، طالبت عائلتها بالإفراج عنها بسبب وضعها الصحي لاستكمال علاجها، إلّا أن محكمة الاحتلال لم تُعِر ذلك أي اهتمام.

تؤكد المحررة حسن أن الأسيرات خاصة الجريحات منهنّ، لديهنّ قوّة وعزيمة وعدم استسلام لما حصل معهنّ، بل ترى كل واحدة منهنّ تُشغل نفسها بأشياء تُحبّها، إما بالأشغال اليدويّة وبما توفّر لهنّ من مواد رغم شُحّها، أو من خلال المُطالعة، أو ترجمة الصحف العبرية، حتى في الطّبخ فإنهنّ يُبدعن في صنع الحلويات، ويحاولن تناسي ما هنّ فيه من أسى ووجع.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: