"لا نذهب لأعمالنا بسبب خوف الأطفال".. لماذا لا ينام أطفال بناية الطور؟
القدس المحتلة- القسطل: "منذ صدور قرار الهدم توقفنا عن الذهاب لأعمالنا.. نجلس في المنازل بسبب خوف الأطفال! يخافون من النوم، وطوال الوقت يفكرون في جرافات الاحتلال وهدم المنازل"، بهذه الكلمات بدأ المقدسي فايز خلفاوي حديثه بعد إخطارهم بهدم بنايتهم السكنية المكونة من 10 عائلات، في بلدة الطور.
يقول فايز خلفاوي- أحد سكان البناية المهددة بالهدم لـ القسطل "نعيش هنا في هذه البناية منذ عشر سنوات، أنا وزوجتي وأولادي وعائلاتهم، حوالي 15 فرداً.. في حال هُدمت هذه البناية سيصبح مصيرنا الشارع".
ويشير إلى أن تملك مثل هذه الشقق في مدينة القدس هو حلم كبير جداً، وتحقيقه يعني إنجاز.
ويتابع بحرقة "فجأة! يأتي الاحتلال بين يوم وليلة ويقرر هدم تعب العمر وأحلام حوالي 40 عاماً؛ بحجة الترخيص".
ومنذ صدور قرار هدم البناية وإخلائها توقف خلفاوي وبقية العائلات عن الذهاب لأعمالهم؛ بسبب خوف الأطفال وقلقهم المستمر من هدم أحلامهم وذكرياتهم.
ويشرح خلفاوي بألم لـ القسطل مردداً "منذ صدور قرار الهدم أصبحنا نجلس في المنازل بسبب خوف الأطفال! يخافون من النوم، وطوال الوقت يفكرون في جرافات الاحتلال وهدم المنازل.. كل الأطفال خائفين".
ويضيف "حتى النساء تخشى الهدم.. طوال الوقت يطرحن عليّ أسئلة من الصعب إجابتها.. هؤلاء النساء تعبن كثيراً في بناء هذه المنازل.. منهن من قمن بنقل بلاط من الأسفل؛ بسبب الضائقة الاقتصادية".
خلال السنوات الماضية، تقدمت العائلات العشر 5 مرات لبلدية الاحتلال من أجل الحصول على ترخيص، لكنها لم تقبل بذلك، وفي المرة الأخيرة أخطرتهم بالإخلاء والهدم، حسب ما أوضح.
ويختتم خلفاوي حديثه مؤكداً على أن "الاحتلال يريد تهجير أي مقدسي من المدينة، لا يريدون فيها أي عربي وفلسطيني.. لكن لن نخرج وسنبقى هنا مهما حصل.. صعب جداً أن أهدم منزلي قسراً، لا أتخيل هذا المشهد بتاتاً.. ولا أتخيل أن يُهدم من قبل آلياتهم".
وبشكلٍ يومي يجتمع أفراد العائلات (70 مقدسياً) أمام مدخل البناية، وبجانبهم لافتات قد كتبوا عليها "لن نرحل.. هنا بيتنا”، “هذا احتلال.. لم يسلم منه لا حجر ولا شجر ولا بشر”، "أعطونا الطفولة".
يذكر أن بلدية الاحتلال تنوي تشريد نحو 70 مقدسياً معظمهم من الأطفال، بعدما قررت هدم العمارة السكنية التي كانوا يعيشون فيها وما زالوا، في بلدة الطور، وتتكون من 5 طوابق (10 شقق)، وذلك بحجة البناء غير المرخص.
وكانت العائلات قد نجحت في تأجيل قرار الهدم لمدة شهر، بعد أن وافقت محكمة الاحتلال على منح السكان فرصة لغاية 6 كانون الأول/ ديسمبر، وإعفائهم من دفع كفالة مالية في صندوق المحكمة تبلغُ قيمتها 200 ألف شيقل.
. . .