الأسير المقدسي سامر الأطرش.. قصة نجاح في الثانوية العامة رغم القضبان والمرض
القدس المحتلة- القسطل: "شعرت بسعادة كبيرة عندما عرفت أن والدي نجح رغم الأسر والمرض، فهو لم يكن يستطيع الكتابة والقراءة.. هذه خطوة كبيرة تُشجع أي شخص من العائلة على الدراسة والنجاح"، بهذه الكلمات بدأ نجل الأسير سامر الأطرش حديثه بفرحٍ وفخر بعد نجاح والده في الثانوية العامة، رغم المرض والمعاناة.
الأطرش أسيرٌ مقدسي، من مخيم شعفاط، يبلغ من العمر (43) عاماً، اعتُقل عام 2002 تاركاً خلفه طفلين وطفلة، استخدم المحققين معه كافة أشكال التعذيب والتنكيل، ويقضي حكماً بالسجن 8 مؤبدات وخمسين عاماً إضافية.
وبسبب الظروف القاسية خلف القضبان؛ يعاني الأطرش من آلام العظام والروماتيزم، ويحصل على إبرة علاجية بشكلٍ أسبوعي، ويقبعُ في سجن “إيشل”؛ حتى يبقى قريباً من مستشفى “سوروكا".
يقول نجله محمد الأطرش لـ القسطل إن "والدي يرغب في استكمال دراسته رغم الأسر .. عندما كنت طالباً في الثانوية العامة طلب مني أن أسجله كي يكمل دراسته.. في البداية لم أكن أعلم طريقة التسجيل والجهة المسؤولة، لذلك لم يلتحق في ذات السنة التي كنت فيها طالباً".
بعد عام، عرف محمد عن المعلومات اللازمة لتسجيل والده بمساعدةٍ من أصدقائه، ثم توجه لإحدى مدارس مدينة الخليل وحصل على شهادته المدرسية، وتقدم بها إلى وزارة التربية والتعليم.
"سجلناه وقام أصدقائه الأسرى بتشجيعه، وأيضاً أنا تشجعت أكثر على الدراسة عندما علمت أنه سيكون طالباً في الثانوية العامة خلفي، وأخذت أقبل على الدراسة من أجله".
ويستكمل الأطرش حديثه "الكثير من الأسرى ساعدوا والدي قدر الإمكان كي يجتاز هذه المرحلة، فبعضهم أساتذة ويمتلكون معرفةً واسعة".
وبكثيرٍ من الفخر، يصف محمد شعوره عند نجاح والده مردداً "شعرت بسعادة كبيرة عندما عرفت أنه نجح، فهو لم يكن يستطيع الكتابة والقراءة.. هذه خطوة كبيرة تُشجع أي شخص من العائلة على الدراسة والنجاح".
ويشير الأطرش إلى أهمية تشجيع أهالي الأسرى لأبنائهم من أجل الإقبال على هذه الخطوة، مؤكداً أنها ستزيد من نطاق معرفتهم، ومن جهةٍ أخرى وسيلة لتعبئة الوقت خلف القضبان.
تجلس بجانبه والدته سناء طه، تختلط بداخلها مشاعر الفرح والحزن في آنٍ واحد.
وتقول طه لـ القسطل "عندما أخبرني سامر عن نجاحه في الثانوية تفاجأت.. لم نكن نعرف أنه تقدم إلا عندما وصلتنا النتائج".
وتتابع بمشاعر مختلطة "فرحنا كثيراً بهذا الخبر.. لكن الفرحة ستكون أكبر لو أنه بيننا.. الله يوقف مع كل الأسرى ويحفظهم ويردهم إلينا سالمين.. فرحة النجاح جميلة.. الحمدلله".
يذكر أن 39 أسيراً مقدسياً نجحوا في امتحانات الثانوية العامة، داخل سجون الاحتلال، يوم الثلاثاء الماضي.
. . .