فلّاحات القدس والكابوس الذي يلاحقهنّ
القدس المحتلة - القسطل: “فلاحات القدس” أو “فلاحات باب العامود” هنّ نسوة يُكافحن من أجل أن يكسبن قوت يومهنّ بعرق جبينهنّ، لكنهنّ يعشنَ أصعب الظروف في العاصمة المحتلة، بسبب التنكيل بهنّ من قبل طواقم بلدية الاحتلال.
يخرجن مع ساعات الفجر من منازلهنّ في الضفة المحتلة، تستقل كل واحدة منهنّ حافلة أو مركبة علّها تستطيع الوصول إلى القدس فهنّ لسن ممن تمنحهنّ “دولة الاحتلال” تصاريح دخول للمدينة.
ما إن يصلن حتى يفترشن أرصفة البلدة القديمة وشارع السلطان سليمان وشارع صلاح الدين في القدس؛ لبيع بعض محاصيل أراضيهنّ التي قمن بزراعتها بأنفسهن ومساعدة عائلاتهن، لكن.. هناك كابوس يطاردهنّ يوميًا اسمه “البلدية”.
إن الفلاحات الفلسطينيات في القدس يُعانين الأمرّيْن من الاحتلال، فإمّا أن يُحرمن من الحصول على تصاريح دخول للمدينة، أو أن يُحرمن من بيع بضاعتهن فتلاحقهنّ البلدية وتنكّل بهنّ.
ماذا يعني التنكيل بهن؟ وما الذي تقوم به طواقم البلدية؟
عادة، تُلاحق بلدية الاحتلال الفلاحات في أماكن تواجدهنّ، تدفعهنّ، تضربهنّ، تسحلهنّ بالشارع، فقط لأنهنّ يبعن في شوارع المدينة التي عشقنها منذ صغرهنّ.
تدافع الفلاحات عن البضاعة بأجسادهنّ المُتعبة والمُرهقة من حر الشمس وبرد الشتاء، وموظف بلدية الاحتلال يضربها ويركل صناديق الخضار والفواكه برجله، كي يؤلم هؤلاء السيّدات المُكافحات، ويصادر تلك البضاعة في كثير من الأحيان.
لكن، ما يهوّن عليهنّ الأمر هو مساعدة المقدسيين لهن، سواء أصحاب المحال التجارية، أو الناس بشكل عام، فما إن يشاهدوا طواقم بلدية الاحتلال تنتشر بين الأسواق أو تقترب من إحداهنّ، حتى يقوموا بتنبيههنّ بأنهم “جاؤوا” وعليهن مغادرة المكان على الفور، ولا يكتفون بذلك، بل يساعدوهنّ ويحملون معهن بضاعتهن خوفاً من مصادرتها فهي مصدر رزقهن الوحيد.