باحث: دولة الاحتلال تبحث عمّن يضرب مفهوم السيادة على الأقصى

باحث: دولة الاحتلال تبحث عمّن يضرب مفهوم السيادة على الأقصى

القدس المحتلة - القسطل: تسعى دولة الاحتلال إلى فرض سيادتها على المسجد الأقصى، وإحكام سيطرتها بشكل كامل، وطمس الهوية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، لكن دون وضع نفسها في الواجهة، بل من خلال المطبّعين العرب، خاصة بعد اتفاق التطبيع مع دولة الإمارات، التي أصبحت شريكة لبلدية الاحتلال في القدس من خلال رجال أعمال يستثمرون في مشاريع استيطانية تخدم مشروع "إسرائيل الكبرى".

كما أنها تحاول فرض السيادة من خلال الوفود العربية الإماراتية المُطبّعة التي باتت تقتحم المسجد الأقصى تحت حمايتها، هذا الأمر الذي أثار غضب أهل العاصمة المحتلة خاصة والفلسطينيين عامّة، وكل مُسلم تعنيه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.

يقول الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، سامر خليل في حديثه لـ”القسطل”: “إننا نمر بحالة من الخذلان وعدم الرضا على الأسلوب العربي في التعامل مع قضيتنا الفلسطينية، في وقت نحتاج فيه إلى التفاف عربي حقيقي حول قضيتنا وأبناء شعبنا، خاصة فيما يتعلّق بالمسجد الأقصى المبارك، وفي القدس المحتلة بشكل عام، وما تتعرض له من تهويد وطمس لمعالمها الإسلامية والمسيحية.

ويُضيف أن المُتابع لما يجري في المسجد الأقصى يلاحظ أن الاحتلال يُحكم سيطرته عليه شيئًا فشيئًا، من خلال عدّة إجراءات، أحدثها زيارة الوفود الخليجية، خاصة الوفد الإماراتي تحت حراب الاحتلال، معتبرًا بأنها استكمال لاقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى.

ويوضح أن ما جرى ما هو إلا تكريس للاحتلال في المسجد، وطمس لهويتنا وحقنا كمسلمين بالدرجة الأولى، وكفلسطينيين بالدرجة الثانية، فمن حقّنا أن يكون المسجد تحت سيطرة وسيادة إسلامية كاملة.

يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي خليل أن “إسرائيل تبحث عمّن يضرب مفهوم السيادة على المسجد الأقصى، تحديدًا فيما يخص الوصاية الهاشمية عليه، فهي لا تُريد أن تكون رأس الحربة في هذا الموضوع، لكنها تسعى بأن يكون ذلك شأن “عربي- عربي”، ليكون هناك بعض الخلافات، وترمي الصنّارة لتصطاد ما يحلو لها”.

فرض السيادة على المسجد الأقصى..

نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" على لسان الصحفي “أرئيل كهانا” أن “قدوم الإمارتيين إلى الأقصى سيساعد إسرائيل على فرض نظامها على الحرم، لأنها ستكثف وجودها الأمني هناك؛ بحجة تأمين هؤلاء الإماراتيين ومنع الفلسطينيين من المس بهم”.

وردَّا على ذلك، أكّد خليل لـ"القسطل" أن هذا الكلام خطير جدًا ويجب الوقوف عنده، فهذه الزيارات ما هي إلا تكريس لاحتلال المسجد الأقصى، ولكن من طرف آخر قال: “أعتقد أن تكريس الوجود العسكري داخل المسجد الأقصى المبارك، هو تكريس لمفهوم الاحتلال ليفهم العالم العربي والعالم أجمع أننا كشعب فلسطيني نعيش تحت الاحتلال، ومن حقنا أن نبحث عن دولة في هذا العالم المضطرب كشعب فلسطيني له دولته وسيادته واحترامه لعقيدته”.

ولفت إلى أنه يجب العمل على كشف ممارسات الدول العربية الخانعة لدولة الاحتلال قبل كشف ممارسات الاحتلال نفسه.

الاستثمار الإماراتي في شرقي القدس ..

يوضح خليل أن طبيعة العلاقة بين “إسرائيل” والإمارات موجودة منذ زمن، كما هو معروف، وما تم فعليًا هو سحب الملف من بين الأدراج ووضعها على رؤوس الأشهاد.

ويقول إنه في كل تاريخ القضية الفلسطينية لم نسمع أن الإمارات كانت في حالة اشتباك ولو حتى سياسي مع الكيان، إلّا أن التطبيع أو “السلام المزعوم” من قبل دول الخليج مع دولة الاحتلال وبالأخص الإمارات ما هو إلا سلام اقتصادي بحت بالدرجة الأولى.

“الإمارات تسعى إلى  بث أموالها في دولة الكيان، وتريد من هذا المال أن يكون سياسيًا ومؤثرًا في القرار الفلسطيني، ومال ذا نفوذ في مناطق الدولة الفلسطينية، وما تسعى له الإمارات هو وضع اسمها على جدول المؤثرين في منطقة الشرق الأوسط من خلال المال”، بحسب خليل.

الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي يبين أن “الإمارات نجحت في إقناع دول الخليج بضرورة أن يكون هناك حامي أو شرطي كـ”الشرطي الأمريكي” في منطقة الشرق الأوسط، وفي نهاية المطاف يكون المستفيد الأول والأخير دولة الاحتلال، وذلك على حساب قضيتنا وشهدائنا وأسرانا، وتهويد القدس وعلى حساب كل مواطن فلسطيني يعيش في دولته فلسطين.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: