أسرلة القدس
الحكومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة وتحديدًا مع التصويت للميزانية بالكنيست اتخذت خطوات بحق مدينة القدس، تستهدف الأرض والإنسان، من خلال ارتفاع وتيرة الممارسات التي تهدف إلى تفريغ وترحيل وطرد أهل القدس بكل الوسائل.
حجم هموم مدينة القدس يزداد بشكل يومي من إعطاء أوامر هدم بشكل منفرد في محيط المدينة، بالإضافة إلى الشيخ جراح وسلوان، وفرض الضرائب وتغيير معالم القدس إلى أسماء عبرية، والاستيلاء على المقبرة، وتحويلها إلى حدائق تلمودية واستمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى للصلاة وزواج وطقوس وإرشاد بشكل يومي مستفز وممنهج.
الحدث الأبرز، أن لجنة التعليم في الكنيست أقرّت إلزام المدارس بجولات إلى المسجد الأقصى أو كما يسمونه “جبل الهيكل”.. ماذا يعني ذلك؟
يأتي هذا القرار بعد جلسة عقدتها اللجنة برئاسة السياسية الناشطة في جماعات الهيكل شارن هسكل، وأُتيحت فرصة المشاركة في حلقات النقاش لجماعات الهيكل المتطرفة، وجاء في نص القرار "يجب تضمين جبل الهيكل في المواقع الإلزامية لجولات وزارة التربية والتعليم”.
وللمضي قدما في تطبيق القرار التعسفي الجديد، طلبت لجنة التعليم من وزارة الأمن الداخلي أن تزودها بإحصائية تتضمن عدد الطلبات التي قدمت لها من المدارس خلال السنوات العشر الماضية، وتطلب من خلالها "اقتحام" الأقصى.
من الواضح أن التوجه والمخططات اكتملت بفرض التقسيم الزماني والمكاني، ومنذ سنوات وهم يحاولون فرض أجندات على مدينة القدس من خلال المحاكم الإسرائيلية التي تسمح لهم بالصلاة، مع ضخ أموال طائلة لتنفيذ أخطر المشاريع وبسط السيادة وتصبح تدريجيًا كل معالم القدس يهودية.
إن الزيارت المدرسية للمدارس اليهودية ونقل كل المكاتب الحكومية إلى مدينة القدس تجاوز خطير وسلوك يعبرعن التطهير العرقي بحق المقدسيين ورغم التحركات الخجولة من قبل الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية والمؤسسات التي تُناشد باستمرار وقف انتهاكات الاحتلال، تعتبر إسرائيل نفسها فوق القانون، جلعاد أردان مزق تقرير حقوق الإنسان أمام العالم!!.. إذن ما الجدوى من مناشدة المجتمع الدولي؟
مئات القرارات صدرت بحق الشعب الفلسطيني وأهمها لا يحق لإسرائيل أن تغير اي شيء في مدينة القدس التي احتلت عام 1967 ؟ ونفتالي بينيت قال “لا سلام ولا دولة فلسطينية، واليوم تشهد منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المختلف أصبح واضحًا أمام المؤسسات الدولية.. ماذا فعلوا؟ الرهان على ماذا اذن؟.
المشهد الفلسطيني معقد وحالة الانقسام أصبحت حادة جدًا بين رام الله وغزة، والتطبيع العربي مع إسرائيل مستمر، مشهد قاتم لا يبشر بالخير إذا ما بقي الانقسام والقوى بهذه الحالة سيكون الوضع الفلسطيني أكثر خطورة من السابق، فأين شعار القدس جوهر الصراع؟