عن الشهيد المقدسي أبو شخيدم وآخر مكالمة مع والدته
القدس المحتلة- القسطل: قبل استشهاده بوقتٍ قليل، وَعد المقدسي فادي أبو شخيدم والدته بمرافقتها إلى المحكمة، من أجل تجديد جواز سفرها كي تؤدي العمرة، انتهت مكالمته الأخيرة قائلاً لها: "إن شاء الله".
تسترجع والدته أحاسيسها في ساعات الصباح، وتقول لـ القسطل "عندما استيقظت شعرت بنَكَد وأصبحت مترددة في الخروج من المنزل، كنت أرغب في الذهاب إلى المحكمة من أجل تجديد الجواز وأداء العُمرة.. اتصلت فيه حتى يرافقني للمحكمة وقال: "إن شاء الله".
"أم وسام" أمٌ لأربعة أبناء، فادي أصبح شهيداً، ووسام وحسام وشادي رهن التحقيق والاعتقال عقب تنفيذ شقيقهم اشتباكاً مسلحاً صباح اليوم، في طريق باب السلسلة بالبلدة القديمة في القدس، أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة أربعة آخرين.
تصف والدته فادي بفخرٍ وحُب، قائلة "يُعطل كل يوم أحد ويذهب لإعطاء دروس الفقه وأصول الدين، هو أيضاً مُعلم تربية إسلامية في مدرسة الراشدية، ويحب الأقصى كثيراً ويذهب لأداء الصلاة فيه بشكلٍ يومي".
وتتابع "فادي شاب خلوق، مؤدب، ابن حنون، محبوب، لا أعلم كيف أصفه، كل شيء فيه جيد.. عندما يعلم أن هناك شخص بحاجة لمساعدة يهب لذلك سواءً في الليل أو النهار.. الحمدلله".
كان فادي يردد لوالدته دائماً: "يما بدي أستشهد"، لكنها تجيبه بالصمت، ولا تستطيع إكمال حديثها.
وحدّثت والدته القسطل عن تلك اللحظات، مستكملة "كان يحكيلي يما بدي أستشهد وأنا ما أقدر أحكيها.. الشهادة حلوة بس قلب الأم ما بقبل ابنها يبعد عنها".
وعقب إعلان استشهاده، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد في مخيم شعفاط شمال شرق القدس، واحتجزتهم في غرفة لمدةٍ تجاوزت الساعتين والنصف، وكسرت ودمرت محتوياته.
كما اعتقلت ابنته الكبرى، و3 من أشقائه، وابن شقيقه، واستدعت خاله ووالدته للتحقيق.
وحول الدمار الذي ألحقته قوات الاحتلال بمنازلهم، قالت والدته "كل العمارة مدمرة.. 4 منازل فيها مدمرة، اعتدوا على أبنائي واعتقلوهم، من ضمنهم شادي الذي لم يمر على زفافه 20 يوماً، واعتقلوا حفيدتي آية، وأنا تم استدعائي للتحقيق".
. . .