محافظ القدس: "اعتدوا علينا بالضرب والقنابل ودمّروا جهاز بنتي العروس"
القدس المحتلة - القسطل: “اعتدوا علينا بوحشية وهمجية، لم يتحدّثوا معنا، بل بدأوا بضرب النساء والشبان وكبار السّن، حتى جهاز ابنتي العروس لم يسلم منهم، حيث قاموا بتكسيره”، يروي محافظ القدس عدنان غيث ما جرى بعد اقتحام وحدة “اليمّام” التابعة للاحتلال منازل عائلته فجر اليوم في سلوان.
وقال المحافظ لـ”القسطل” إنه وعائلته وإخوته يعيشون مع بعضهم البعض في “حوش” بالحارة الوسطى، حيث اقتحمت وحدة “اليمّام” المكان بشكل همجي عقب تفجير الأبواب، ما أثار الخوف في نفوس النساء والأطفال.
وأضاف أن عناصر الوحدة بدأوا بالاعتداء على النساء بالضرب، وكذلك الشبّان، كما تم الاعتداء بالضرب على المحافظ أيضًا، ولم يعرفوا ما الذي تُريده القوة التي اقتحمت منازلهم واحدًا تلو الآخر وفتّشتها ودمّرتها.
المحافظ غيث أوضح لـ”القسطل” أن عائلته تحضّر لزفاف ابنته الذي سيتم بعد عدة أيام، وكانت حقائبها التي ستنقلها إلى منزلها موجودة في مكان معين في منزله، وأثناء اقتحام القوة عملت على تخريب الحقائب وتدمير ”جهاز العروس” بشكل انتقامي.
ولفت إلى أنهم اعتدوا بالضرب على الجميع، نساء ورجالا وأطفالًا وحتى على كبار السن، وأطلقوا القنابل الصوتية بشكل مباشر عليهم، ما أدى لتسجيل عدد من الإصابات.
وأكد المحافظ غيث أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الحدود في قمعه لأبناء شعبنا الفلسطيني، وأن المقدسيين الذين ننحني لهم إجلالًا وإكبارًا- القابضين على الجمر- على عظمة صبرهم ورباطة جأشهم ودفاعهم بصدورهم العارية عن العاصمة، يستحقون أن يكونوا تيجانًا على رؤوس كل من قال “أنا عربي.. أنا مسلم”، لأنهم يدافعون عن شرف وكرامة الأمة الإسلامية جمعاء.
وبيّن أن الاحتلال لم يترك تشريعًا أو قانونًا إلا وسنّه في سبيل تفريغ هذه المدينة من محتواها العربي والإسلامي، وقال: “الاحتلال اليوم يهدم الحجر، ويقتل البشر، يغلق المؤسسات، ويعتدي على الأطفال، ورأينا أمس كيف تم اعتقال طفل الشهيد فادي أبو شخيدم، وطفلته، في مشهد اعتاد عليه شعبنا على مدار الساعة”.
وقال “نحن كمقدسيين وكفلسطينيين لن نبرح المكان، ولن تتكرر مأساة النكبة والنكسة في تاريخ شعبنا، مستمرين في حماية شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولن يحول ما يقوم به الاحتلال بيننا وبين المضي قدمًا في تحقيق تطلعات شعبنا، وأن كل الضرب الذي نتعرّض له فداء للوطن والأرض”.
أما شقيق محافظ القدس، المقدسي هاني غيث قال لـ”القسطل” إن “وحدة اليمام اعتدت علينا بوحشية وهمجية، كسّرت كل شيء، اعتقلت ثلاثة من أبناء العائلة، وأصابت عشرة من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن”.
وأضاف أنه تم اعتقال كل من؛ وليد وربيع وحمزة غيث، بعدما اعتُدي عليهم بشكل رهيب، وجوههم تُظهر عنف وحدة “اليمام” وهمجيتها.
وأشار إلى أن الشبان تم تحويلهم للتحقيق في مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين، وأن وليد غيث تم نقله إلى المشفى من شدّة الضّرب والاعتداء عليه.
واعتبرت حركة فتح في القدس بأن “الاعتداء العنصري على محافظ القدس، استمرار للسياسة القمعية العنصرية التي تنتهحها إسرائيل منذ احتلال المدينة المقدسة وحتى الآن”.
وقالت الحركة في بيانها: “ما زالت قوات الاحتلال بجميع أجهزتها الأمنية القمعية مستمرة في الاعتداء على المقدسيين، إذ تلاحق هذه القوات المقدسيين في كافة الشوارع والمناطق منذ صباح اليوم وخاصة الطلاب وتقوم بالاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل والاعتقال”.
وأكدت أن “هذه الاعتداءات لن تمر، وأن كل هذه العنجهية والعنصرية من قبل قوات الاحتلال لن تزيد المقدسيين إلا ثباتًا وصمودًا وإصرارًا على الدفاع عن أنفسهم ومقدساتهم”.
ودعت كافة أبناء شعبنا في المدينة المقدسة إلى “مواجهة هذه الاعتداءات الإجرامية وإلى توحيد صفوفهم للتصدي لهذه السياسات القمعية ضد كل مكونات المجتمع المقدسي، وخاصة اقتحامات المستوطنين المتكررة والمتزايدة للمسجد الأقصى”.
وحذرت من “قيام قوات الاحتلال بإجراءات عنصرية غير مسبوقة ضد المسجد الأقصى على غرار ما قامت به سابقًا من إغلاق لبوابات المسجد الأقصى، ومحاولة فرض وجود بوابات إلكترونية من جديد بغرض تقييد حرية دخول المقدسيين للمسجد الأقصى المبارك”.