“إكرام الميت دفنه”.. عائلة عفانة تطالب باسترداد جثمان ابنتها المُحتجز منذ يونيو
القدس المحتلة- القسطل: نظم أهالي بلدة أبو ديس مساء اليوم الخميس مسيرة للمطالبة بالإفراج عن جثمان الشهيدة المقدسية مي عفانة، على مدخل بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة.
وأفاد مراسل القسطل أن قوات الاحتلال قمعت المسيرة وألقت القنابل الصوتية صوب المشاركين.
وأوضح أن المشاركين والأهالي استمروا في المسيرة، رغم قمع قوات الاحتلال لهم.
ورفع المشاركون أعلام فلسطين، وصور الشهيدة مي عفانة، ورددوا هتافات مطالبة باسترداد جثامين الشهداء، وأكدوا على صمودهم مرددين "يا شهيد ارتاح ارتاح.. وإحنا نواصل الكفاح".
وصباح اليوم، شاركت عائلة الشهيدة عفانة في وقفةٍ تضامنية وسط مدينة رام الله؛ للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
وقالت والدتها لـ القسطل إن "جثمان مي محتجز منذ 5 أشهر، وذلك بعد ارتقائها على حاجز حزما.. ومنذ تلك اللحظة قمت بنصب خيمة احتجاجية في بلدة أبو ديس وكانت النساء تتوافد إليها بشكلٍ يومي".
وتابعت "جئنا اليوم إلى هذه الوقفة من أجل المطالبة باسترداد جثمانها.. الحمدلله المعنويات عالية".
"أمنيتي أن يتم دفن جثمان مي، وأن أقوم بزيارتها في قبرها حتى أُصدّق أنها استشهدت.. أتخيلها ذهبت وستعود ولا أتخيل أنها رحلت للأبد"، بهذه الكلمات العفوية تحدثت والدة عفانة عن أمنيتها الوحيدة.
استشهدت عفانة وحُرمت طفلتها "سُلاف" من حضنها، ومن تقبيلها القُبلة الأخيرة، "سُلاف" ابنة الخمس سنوات نضجت مُبكراً وأصبحت تُدرك أن والدتها رحلت دون عودة.
ووصفت عفانة حال طفلتها، قائلة "ابنتها عمرها 5 سنوات ولكن الحمدلله هي تعلم أن والدتها شهيدة، ودائماً تنشد لها الأناشيد وتُغني لها، وتُردد: "نفسي أشوف أمي.. اشتقتلها".
وناشدت والدة الشهيدة عفانة أهالي الشهداء وأصحاب الضمائر من أجل مساندتهم والانتفاض بوجه الاحتلال؛ لنيل حقوقهم في دفن أبنائهم، مضيفة أن "إكرام الميت دفنه".
والشهيدة عفانة استشهدت في منتصف شهر يونيو على مشارف بلدة “حزما” شمالي القدس، بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس وطعن جنود، وقد تركت تنزف لوقت طويل دون تقديم العلاج لها.
وهي طبيبة صحة نفسية ومحاضرة في كلية جامعة الاستقلال، تبلغ من العمر (29) عاماً، وهي أم لطفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات.
يذكر أن الاحتلال يحتجز جثامين 19 شهيداً مقدسياً من مدينة القدس وضواحيها، أقدمهم الشهيد جاسر شتات الذي احتُجز جثمانه بعد ارتقائه عام 1968.
. . .