في زفاف ابنة محافظ القدس.. حضرت كل الوجوه إلا وجه أبيها
القدس المحتلة- القسطل: ستفتقدُ مُنى وجهه بين الحضور، ستقول يا ليتكَ هُنا يا والدي، تُشاركني فرحةَ العمرِ التي سرقها منّي ومنك ذاك الاحتلال.
"مُنى" ابنة محافظ القدس عدنان غيث البكر، حُرمت اليوم من مشاركته في حفل زفافها؛ بسبب تجديد قرار الإقامة الجبرية بحقه، اربعة أشهر أخرى.
لكن لسان حال غيث يقول: "مُنى.. مهما فعلوا ونكّلوا بي.. سأفرحُ بكِ يا ابنتي".
ووسط أصوات الزّفة والغناء، رفع غيث شارة النصر، وودع ابنته قبل انطلاق موكب زفافها من سلوان إلى مدينة رام الله، لإتمام مراسم زفافها هناك.
وقال لـ القسطل إن: "كل محاولات الاحتلال في كسر إرادتنا ومنع فرحتنا باءت بالفشل؛ فإرادتنا وإيماننا بالله وعدالة قضيتنا أكبر من رسالتهم العسكرية، وأوهامهم البائدة بإذن الله".
"لقد قلت لابنتي ومحبوبتي كلمتين وسأعيدها لكم مرة أخرى.. إذا خُيرت بين مبادئي ومحبتها، ومحبة القدس والأقصى ومحبة أبناء شعبي.. فبالتأكيد إن محبة القدس والأقصى وأبناء شعبي تفوق على محبتها.. أمام مبادئنا لا ننحني ولا نركع ولا ننكسر إلا لله في سمائه العليا"، بهذه الكلمات العفوية ودّع غيث ابنته البكر والوحيدة في فرحة العمر.
وتوجه غيث بالشكر، مُردداً: "أشكر أبناء شعبي في كل أماكن تواجدهم.. ١٣ مليون شخص ونصف هم أصحاب رسالة وقضية عادلة، من حقهم أن يعيشوا آمنين مُطمئنين، في ظل دولتهم الفلسطينية، وعاصمتها القدس".
وأشار إلى أن الشعب المقدسي أثبت كما كل مرة، أنه أسرة واحدة بالسراء والضراء، في مواجهة الطغيان.
وأكد غيث على صمودهم في الأرض مهما حصل، وقال: "لن نرحل من هنا مهما حصل، ولن تتكرر في حقنا نكبة أو نكسة أخرى.. شعبنا الفلسطيني يُصمم بإرادة صلبة على المضي قُدماً في نيل حريته، واستقلاله، وإقامة الدولة".
وتابع أن "المسجد الأقصى المبارك دُرة التاج ومهوى الأفئدة، وسيظل شامخاً بإذن الله.. بصبر وثبات وعظمة وعنفوان أبناء الشعب الفلسطيني، وأهلنا في القدس".
وفي هذه المناسبة، استذكر غيث آلاف الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان، الذين يحرمهم الاحتلال من أبسط حقوقهم بمشاركة أهاليهم في أفراحهم.
واختتم حديثه مؤكداً أنه "لا يوجد أي شخص يكسر إرادتنا أو يمنعنا من الفرح".
يذكر أن سلطات الاحتلال فرضت الإقامة الجبرية بحق محافظ القدس منذ عام 2018، إضافة إلى عشرات الاعتقالات والاستدعاءات.
وقد انتهت الإقامة الجبرية المفروضة عليه يوم الأحد الماضي (21/ تشرين الثاني)، وعليه تقرر موعد زفافه ابنته اليوم في مدينة رام الله، بعد تأجيله عدة مرات.
وقبل زفافها بساعاتٍ معدودة، جددت سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية بحقه أربعة أشهر أخرى، عقب استدعائه للتحقيق والإفراج عنه في ساعة متأخرة.
وخلال هذا الأسبوع، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة غيث مرتين متتاليتين، واعتدت عليهم بوحشية، واعتقلت أفراد من العائلة، وتعمدت تحطيم "جهاز" ابنته العروس.
. . .