بالتحدي والأمل..هكذا انتصرت على مرض السرطان

بالتحدي والأمل..هكذا انتصرت على مرض السرطان
القدس المحتلة-القسطل: كانت أمام خيارين، إما أن يهزمها المرض، أو تنتصر عليه، لتكن إرادة الحياة أقوى منه، تسلّحت بالأمل وواصلت معركتها ضد سرطان الثدي، تَحدت كُلَ الصعوبات والأوجاع مستمدة القوة من أبنائها وعائلتها، فكانوا الضوء في عتمتها. "كانت تجربتي مريرة، لم أكن أعتقد أن مرحلة العلاج بتلك الصعوبة، وأنني سأضطر للتأقلم مع واقع جديد مغاير كليا للحياة اليومية التي كنت أعيشها سابقا، اكتشفت ذلك عندما شعرت خلال فترة كبيرة بتغيرات في الثدي وألم تحت الإبط، ظننت أنه مجردُ ألم عادي، أو تغُيرات هرمونية حتى شعرت بتيبس في منطقة الثدي الأيمن، كنت أظن أن ذلك مرتبط بارتفاع نسبة هرمون الحليب، وكلما اشتد الألم أخذت حبةً من المسكنات كي يخفف الآلام، استبعدت فكرة  أن أكون مصابة بالسرطان، وذلك أكثر يشعرني بالندم"، تقول (م.س) من القدس الناجية من سرطان الثدي، فضلت عدم ذكر اسمها. تابعت السيدة حديثها لـ"القسطل" تأخر إجراء فحص مبكر لسرطان الثدي ساهم في تطور حالتي الصحية، فبعد إجراء الفحوصات السريرية والاشعاعية "الماموغرافية" تبين وجود كتلة خبيثة كبيرة الحجم في الثدي. قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لاستئصال الثدي كاملا لديها نظرا لكبر حجم الورم واكتشافه متأخرًا، وعقب استئصاله بدأت مرحلة العلاج الكيميائي لمنع الخلايا من الانتشار لأجزاء أخرى من الجسد، لتبدأ معركة جديدة مع المرض. تقول السيدة:"كانت العملية الجراحية على الرغم من أثرها وتأثيرها النفسي عليّ أولا قبل الجسدي صعبة، ولكن العلاج الكيماوي كان أصعب، فالألم كان يزداد بعد كل جلسة، تساقط شعري، وفقدت شهيتي، إضافة إلى نقص المناعة الذي يعرضني للإصابة بأي فايروس. رغم الألم الذي كانت تشعر به (م.س) في كل أجزاء جسدها، إلا أنها كانت على موعد في كل مرة مع الحياة، فهي أم لابنة وحيدة وأربعة أولاد. تقول:"كيف أستسلم وأبنائي أجدهم حولي كل الوقت، يقدمون الدعم لي ليساعدوني على تحمل الألم كي أحيا لأجلهم، هم مصدر قوتي، وزوجي وعائلتي هم السند، هذا ما جعلني أصبر على مرحلة العلاج الكيميائي، وكل تفاصيل المرض وكنت واثقة من أنني سأتخطى هذه الأزمة". بالقوة والإرادة انتصرت السيدة في معركتها، فبعد عامين من العلاج بدأت المريضة بالتعافي وتمكنت من العودة إلى الحياة من جديد، مع مواصلتها إجراء فحوصات دورية لضما عدم عودة مرض السرطان إليها. وحول المرض وأسبابه، يقول الطبيب محمد توم ويعمل في القسم النسائي في مستشفى القدس للتوليد: سرطان الثدي هو ورم يحدث في أنسجة الثدي بسبب تكاثروانقسام الخلايا بشكل غير منتظم. ومن أبرز الأعراض التي تشعر بها المصابة برسطان الثدي: وجود ورم في الثدي أو تحت الإبط، تغيرات في لون الثدي، إفرازات من الثدي، والشعور بالألم في تلك المنطقة". وأوضح أنه من أهم العوامل التي تساهم بالإصابة في سرطان الثدي، عوامل وراثية لها علاقة بتاريخ العائلة المرضي، والتقدم بالعمر ومشاكل الدورة الشهرية من بينها انقطاعها في سن اليأس، والسمنة المفرطة والعلاجات الهرمونية التي قد تتعرض لها المرأة، إضافة إلى التدخين. وعن الوقاية من سرطان الثدي، وأشار الدكتور محمد توم إلى ضرورة تجنب السمنة المفرطة، وحثّ على الرضاعة الطبيعية، وعدم التردد في استشارة الطبيب عند وجود أي من الأعراض لدى المريضة، وعمل فحص الماموجرام بعد سن 35 عاما بشكل دوري كل عام، والفحص الذاتي عن طريق تدليك منطقة الثدي بشكل دوري حتى وإن لم تشعر المرأة بأية أعراض. يعتبر تشرين الثاني/ اكتوبر شهر التوعية من سرطان الثدي، وفي مدينة القدس تعتبر المراكز الطبية والمؤسسات الاجتماعية في القدس فاعلة في التوعية حول هذا المرض، ففي مستشفى القدس للتوليد بكفر عقب عُقدت فعاليات للتوعية في أكتوبر الوردي. وافتتح مستشفى الأوغستا فكتوريا-مستشفى المطلع في القدس، في العشرين من الشهر الجاري عيادة متنقلة مجانية  "AVH" للفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتوعية الخدماتية للنساء الفلسطينات حول مرض سرطان الثدي.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: