بوّابة حي الشيخ جراح .. أرضٌ واسعة في قبضة بلدية الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: بدأت عمليات الحفر والتجريف صباح اليوم الإثنين، في الأرض المُصادرة من قبل بلدية الاحتلال في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.
وأفاد مراسل القسطل بأن طواقم بلدية الاحتلال وآلياتها بدأت صباح اليوم عمليات الحفر والتجريف في الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 4700 متر مربع، في حي الشيخ جراح، وتعود لعائلات لأربع عائلات مقدسية، حيث صادرتها بلدية الاحتلال مؤخرًا.
وجرت يوم أمس عمليات تفريغ الأرض التي كانت تُستخدم كموقف لمركبات المقدسيين، ومغسلة للسيارات، وتمت مصادرتها من قبل البلدية بحجة “المنفعة العامة”.
قصة هذه الأرض..
نهاية شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، قضت محكمة الاحتلال “العليا” بمصادرة أرض بمساحة 4700 متر مربع في حي الشيخ جراح لصالح بلدية الاحتلال في القدس، تعود لأربع عائلات، على أن تتكفل شركة فندق الرشيد بتكاليف إنشاء الحديقة (تخدم المستوطنين كونها قريبة من مقام “شمعون الصدّيق”) وتعويض أصحاب الأراضي ماديّاً.
العائلات الأربع هي؛ عبيدات، منصور، عودة، جار الله، ومنذ التسعينيات وهي تُحارب من أجل الحفاظ عليها.
وقال المقدسي كمال عبيدات في حديث سابق لـ”القسطل”: “منذ التسعينيات ونحن نُحارب من أجل هذه الأرض، وهي مُلك لنا، وتعتاش العائلات الأربع منها”، مشيرًا إلى أنهم كانوا يخططون لإنشاء مبنى سكني ضخم لأهل مدينة القدس، لكن بلدية الاحتلال لا تمنح التراخيص لإقامة مثل هذا المشروع.
وأضاف أن قرار مصادرة الأرض من قبل بلدية الاحتلال جاء عام 2016، لكنها حاولت سابقًا مصادرتها عدّة مرّات، ولم تستطع أمام قوّة العائلات الأربع التي لم ترضخ، وبالتالي انسحبت البلدية وخسرت القضية أمام المحاكم “الإسرائيلية”.
“لكن.. وبكل أسف، المصادرة كانت باسم صاحب فندق الرشيد (ع.ط)، حيث قدّم طلبَ مصادرة للأرض شرط أن يقوم بعمل حديقة أو متنزه على حسابه ونفقته الخاصة، وأن يدفع تعويضات لأصحاب الأرض”، يبين عبيدات.
وأكد أن العائلات رفضت الحصول على التعويضات، فهي متمسّكة في أرضها قائلًا: “الأرض غالية.. ولا يُمكن نفرّط فيها”. حتى أُجبرت العائلات على إخلائها أمس.
خاضوا معاركهم مع المحاكم “الإسرائيلية”، في المرة الأولى ثم الثانية، والجولة الأخيرة كانت في “العليا” التي قضت لصالح البلدية و(ع.ط) بمصادرة الأرض وتغريم أصحابها بقيمة 18 ألف شيقل.
أكد عبيدات أن (ع.ط) حصل على رفع نسبة البناء للفندق من 18 ألفًا إلى 36 ألف متر مربع، شرط مصادرة الأرض وتحويلها لحديقة، ودفع تعويض لأصحابها، وقال: “للأسف أن المصادرة تمت باسم شركة ع.ط، وعندي كافة الوثائق التي تُثبت ذلك”.
وردًا على القرار، يقول عبيدات: “سنلاحقهم عشائريًا ووطنياً ولن يهنأوا بالأرض لا هم ولا البلدية”.
يُشار إلى أن مقام “شمعون الصديق” المزعوم هو مقام إسلامي يعرف باسم الولي، المدفون فيه منذ أربعمائة سنة سعد الدين حجازي، بحسب اللجنة الشعبية للدفاع عن الشيخ جراح.
وهذا المقام عبارة عن كهف منحوت بالصخر تحت الأرض في قلب حي الشيخ جراح.