"انتظروا مغادرتنا".. عائلة سالم تروي تفاصيل اعتداء المستوطنين على أرضها في الشيخ جراح
القدس المحتلة- القسطل: لا يكفّ المستوطنون عن ملاحقة أهالي حي الشيخ جراح، والاعتداء عليهم، وعلى ممتلكاتهم، عصر اليوم، اعتدى نحو 30 مستوطناً على أرض تعود مُلكيتها لعائلة سالم، وأحاطوها بالأسلاك الحديدية.
عائلة سالم تعيش في حي الشيخ جراح منذ نحو 73 عاماً، تملك منزلاً وبجانبه قطعة أرض، ويهددها الاحتلال بإخلاء منزلها حتى نهاية الشهر الجاري.
"عُدْتُ أدراجي من منتصف الطريق"
يروي صاحب الأملاك إبراهيم سالم لـ القسطل التفاصيل، قائلاً: "خرجت من المنزل أنا ووالدتي من أجل زيارة المحامي وشراء بعض الاحتياجات.. كان هناك عصابة من المستوطنين تجلس في منزل جارنا المستوطن، وتراقب حركتنا عبر الكاميرات".
ويضيف بحرقة: "فور مغادرتنا المنزل، تهجَّمُوا على الأرض، وبدأوا بوضع أسلاك حديدية وشبك؛ من أجل إغلاقها وفرض أمرٍ واقعٍ علينا".
ما إن خرج سالم من منزله حتى وصلته مكالمة استغاثة من زوجته، تقول فيها: "الحقوا.. حوالي 20-30 مستوطناً يعيثون خراباً بأرضنا ويضعون الأسياج".
ويتابع: "عدت أدراجي من منتصف الطريق، اتصلت بأشقائي، واندلعت مناوشات بيننا وبين المستوطنين، اعتدوا علينا وعلى والدتي وعلى المتضامنين، ثم قمنا بمنعهم من مواصلة أعمالهم".
ويشير سالم إلى أن المستوطنين اعتدوا على الأرض دون قرار من المحكمة، وادَّعى أحدهم أنه يملك أوراقاً تثبت ملكيته للأرض.
ويستكمل: "هذه أعمال عصابة.. سألني أحد عناصر الشرطة عن وجود أوراق تثبت مُلكيتي للأرض، وأخذ يردد لي أن المستوطن معه أوراقاً تثبت ملكيته.. عندما أحضرت له الأوراق، صَمَت، ثم قال: "يبقى كل شيء على حاله، توجهوا إلى المحكمة".
ويؤكد سالم أن المستوطن ذاته كان يعتدي عليهم، ويُطلق الرصاص بشكلٍ مستمر، في أحداث أيار/ مايو الماضي، هو وعصابة من المستوطنين المسلحين.
"صور أطفالي تشهد"..
أما والدته الحاجة فاطمة سالم، تقول لـ القسطل: "أنا أعيش في هذا المنزل منذ 73 عاماً، وبجانب المنزل هناك حاكورة".
تستعرض سالم صوراً لأطفالها وهم يلعبون في الأرض، قبل أكثر من 20 عاماً، مشيرة إلى أن هذه الذكريات هي "أكبر شاهد على ملكيتهم للأرض".
وتستكمل بحرقةٍ وألم: "اندلعت مناوشات بيننا وبينهم، اعتدى عليّ أحد المستوطنين، ودفعني نحو الأرض.. أنا مُتعبة كثيراً.. تعرضنا أيضاً للشتائم والعبارات الاستفزازية".
منذ سنواتٍ عدة، تُعاني عائلة الحاجة فاطمة سالم من اعتداءات المستوطنين المتواصلة، ففي عام 1988 أُخطروا بالتهجير والإخلاء، وتمكنوا من تجميد القرار في العام ذاته.
وفي عام 2015، تجدد قرار الإخلاء مرةً أخرى، وعلى إثره تعرض زوجها لجلطةٍ دماغية، ومكث في المستشفى 6 أشهر، ثم تُوفي.
وتُبيّن سالم أن عصابات المستوطنين دمرت لها كافة الأشجار التي كانت مزروعة في الأرض، على مدار السنوات، وعادوا اليوم لتخريب أشجار الزيتون.
واختتمت مُرددة: "نحن مهددون بالإخلاء في 29 الشهر الجاري.. أناشد كل الشرفاء والأحرار مساعدتنا والوقوف بجانبا ودعمنا.. صامدون في أرضنا حتى في حال تعرضنا للقتل والضرب".
. . .