الأسيرة عواد.. آلام تتسببها رصاصة مستقرة في جسدها
القدس المحتلة-القسطل: جلست قبالة والدتها، بينما يفصل بينهما جدار زجاجي، وتحت حراسة الجنود المدججين بالسلاح، حاولت الأسيرة نورهان عواد خلال 45 دقيقة من الزيارة في سجن الدامون أن تخفي آلامها، واكتفت بإعلام والدتها بأن الرصاصة المستقرة في منطقة البطن تحركت وبدأت تشعر بأوجاع بسببها.
في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2015 اعتقل الاحتلال نورهان عواد بعد إطلاق النار عليها وإصابتها أثناء توجهها لمدرستها، وكانت تبلغ في حينها خمسة عشر عاما.
ثلاث رصاصات أصابت جسد نورهان، وتم نقلها للمستشفيات الإسرائيلية، إذ تمت إزالة رصاصتين في القدم واليد، فيما لم يتم إزالة الرصاصة المستقرة في منطقة البطن، تذرع الأطباء في حينها أن الرصاصة لا تشكل خطرا على حياتها، وإزالتها قد تسبب مضاعفات لها.
يقول إبراهيم عواد، والد الأسيرة نورهان لـ"القسطل" إن نورهان خضعت للتحقيق خلال تلقيها العلاج، لا ندري ماذا قدموا لها، أخبرونا أن الرصاصة في البطن لا تشكل خطرا، وضع نورهان الصحي لم يكن واضحا، والاحتلال يتكتم ولا يزودنا بالمعلومات.
وأضاف أنه بالأمس زارت زوجته ابنتهم نورهان، وخلال الزيارة علمت منها أنه قبل أسبوع شعرت نورهان بأوجاع في منطقة البطن حيث الرصاصة، وتم نقلها لعيادة السجن، وطلبوا إجراء صورة الترا ساوند لمعرفة مكان الرصاصة.
وناشدت العائلة اليوم الجهات المختصة بضرورة التحرك لإجراء الفحوصات اللازمة لها، والضغط على الاحتلال لإجراء ما يلزم من علاج قبل حدوث مضاعفات قد تؤثر على حياة ابنتهم، إذ أن الاحتلال يتعمد المماطلة في علاج الأسرى والأسيرات، ويمارس الاهمال الطبي.
يشير عواد إلى أن نورهان في بداية اعتقالها، كان وضعها الصحي صعبا، إذ كانت مصابة في قدمها ويدها، ولا تقوى على الوقوف، ورغم ذلك كان الاحتلال يقيدها وينقلها للمحاكم في ظروف سيئة.
وأوضح أنه منذ جائحة كورونا، زارت العائلة نورهان ثلاث مرات فقط، فيما هو لم يرها منذ عام ونصف، وخلال الزيارات تحاول نورهان أن تطمئن عائلتها عن وضعها، ورغم الأوجاع التي باتت تشعر بها مؤخرا، إلا أنها بالأمس وبعد أن أعلمت والدتها بما حدث معها، قالت:"لا تقلقوا اشي بسيط".
نورهان تزرع الأمل رغم الألم
لم تفقد نورهان الأمل يومًا، ورغم الحكم الجائر بحقها والبالغ 10 سنوات، إلا أنها قررت أن تواصل حياتها، وأكملت دراستها الثانوية، وحصلت على معدل 94%، لتلتحق بالجامعة.
يقول والد نورهان بصوت مجروح:"خمس سنوات مرّت علينا كانت من أصعب السنوات، ابنتي بعيدة عنا ولا أستطيعُ فعل شيء لها، أعلم ما تعيشه من ظروف صعبة، وقد عشتُ تجربة الأسر قبل عشرين عاما، كما تتعرض الأسيرات لإجراءات تعسفية".
يضيف في كل يوم نفتقد نورهان، وفي لحظات الفرح التي تعيشها العائلة، أجد الجميع حولنا إلا نورهان، غائبة عن المشهد، أشعر بغصة كبيرة، لكن أكتم أحزاني في قلبي.
قبل نحو شهرين، تبرعت نورهان بخصلة من شعرها لمركز دنيا التخصصي لأورام السرطان، مرفقة برسالة كتبتها بخط يدها "من شأن الأمل أن يجعلنا نتغلب على كل شيء". وفي منزل عائلتها الكائن في مخيم قلنديا، وصلت خصلة من شعر نورهان، ليكون جزءا منها حرًا، وفي منزلها.
"تبرع نورهان بخصلة من شعرها زادني فخرا بها، فهي تفكر بغيرها وتزرع الأمل رغم وجودها داخل الأسر وحرّيتها مقيّدة، لكن نعتبر أن هذه الخصلة فال خير ومقدمة لتحرر نورهان قريبا".