الاحتلال يسمح بمواصلة "السياحة اليهودية" ويفرض قيوده على الحجاج المسيحيين
القدس المحتلة - القسطل: كشف تقرير صحافي، أمس الأربعاء، أن حكومة الاحتلال سمحت بدخول مجموعات يهودية قدمت إلى فلسطين المحتلة ضمن جولات سياحية استيطانية، على الرغم من حظر دخول الأجانب إلى البلاد نهاية الشهر الماضي، مع بدء انتشار متحور "أوميكرون".
وذكر التقرير الذي أورده موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، أن حكومة الاحتلال شكّلت لجنة تضم ممثلين عن وزارة الصحة والخارجية والداخلية لتنظيم دخول الأجانب، في أعقاب قرار الإغلاق وفرض القيود على العائدين من الخارج وحظر دخول الأجانب.
وأوضح التقرير أن القرار شمل المجموعات السياحية التي عرفت طبيعة زيارتها بـ"السياحة اليهودية"، التابعة لمشروع "تاغليت" وغيرها من الجمعيات الاستيطانية والسياحية اليهودية، رغم الحظر المفروض على دخول الأجانب إلى فلسطين المحتلة.
مشروع "تاغليت" وغيره من المشاريع المماثلة، قائمة على جلب شبان من أصول يهودية إلى “إسرائيل”، في محاولة لتقريبهم من دولة الكيان، وتشجيعهم على الهجرة إليها والخدمة في جيشها.
وخلال هذه الرحلات، يزور المشاركون في هذه المشاريع، مواقع في فلسطين المحتلة، بينها المستوطنات التي أقامها الاحتلال في الضفة الغربية والقدس والجولان السوري المحتل، وينكشفون على الرواية “الإسرائيلية” حصرًا.
وبحسب التقرير، فإن قرار حكومة الاحتلال بمواصلة "السياحة اليهودية" دون قيود، رغم حظر دخول الأجانب الذي دخل حيز التنفيذ نهاية تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، جاء بمبادرة وزيرة داخلية الاحتلال، أيليت شاكيد، التي طلبت يوم الأحد الماضي، استثناء "السياحة اليهودية" من القرار، بدعوى أنها "مشاريع ذات أهمية قومية".
يأتي ذلك في ظل تقييد حكومة الاحتلال الأنشطة السياحية المسيحية وفرضها القيود تزامنًا مع فترة عيد الميلاد ورأس السنة. وأفادت "هآرتس" بأن الكنيسة المسيحية احتجت على التمييز بين الجماعات على أساس ديني.
وفي الوقت الحالي، لا تزال القيود سارية على السياح الأجانب الآخرين، وتم تمديدها لمدة أسبوع لتنتهي في الـ29 من كانون أول/ ديسمبر المقبل، بما في ذلك على الحجاج المسيحيين الذين يتوافدون عادة على مواقع مثل القدس والناصرة وبيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر التقرير أن مسؤولين كنسيين توجهوا إلى وزارة الصحة والخارجية بطلب للموافقة على دخول عشرات القساوسة والراهبات إلى البلاد، وذلك خلال فترة الأعياد، لكن طلبهم قوبل بالرفض.
وشدد مسؤول رفيع بالكنيسة، على أن هناك تمييز بتعامل حكومة الاحتلال، وقال: "ليست لدينا نية للمساومة، هناك قضية أساسية هنا، لماذا يحصل سياح تاغليت - وهم أجانب - على مثل هذه المنحة، في حين أن الحجاج المسيحيين لا يحصلون على مثل هذه الفرصة؛ الفرق الوحيد هو أن سياح “تاغليت هم يهود".
واعتبر مصدر في قطاع السياحة أن السماح بدخول مجموعات "تاغليت" رغم الحظر على دخول الأجانب "يثير الشكوك حول اتخاذ الحكومة سياسات تمييزية على أساس ديني".
وقال الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن المعاملة الانتقائية ترقى إلى مستوى التمييز ضد الحجاج المسيحيين.
وكتب على "فيسبوك" أنه "لا ينبغي أبدًا قبول التمييز العنصري بأي شكل من الأشكال!.. أحث السلطات الإسرائيلية على معاملة كل من يريد زيارة البلاد على قدم المساواة دون أي تمييز بسبب الدين".
وقال مسؤول بالكنيسة الكاثوليكية إن مسؤولي الكنيسة أصيبوا بالصدمة والغضب من القرار الإسرائيلي، مضيفًا أن الكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب طوائف أخرى، طالبت وزارة السياحة التابعة للاحتلال السماح للحجاج المسيحيين بالحضور لقضاء فترة الأعياد في البلاد.
المصدر عرب ٤٨