بيان بطاركة القدس والصراع على شجرة الميلاد
البيان الصادر يوم الاثنين الماضي عن "بطاركة وقيادات الكنائس المحلية في القدس"، للوقوف على تهويد حارة النصارى، وخاصة باب الجديد وباب الخليل وحي الأرمن، وصولاً الى باب النبي داود وحارة اليهود المقامة على أنقاض حي الشرف، والذي يتضمن مخاوف وتهديدات حقيقية على الوجود المسيحي في البلدة القديمة.
هذا الوجود الذي أصبح مستهدفاً من قبل الحكومة "الإسرائيلية" والجمعيات الاستيطانية التي استولت على فندق الامبريال والبترا في ميدان عمر بن الخطاب.
وبعد أن تم الاستيلاء هذا العام على ساحة الأرمن المقابلة لدير الأرمن من خلال عمل اتفاقية مع بلدية الاحتلال؛ لاستخدامها موقف لسيارات المستوطنين، وتذكرة عبور لإقامة فندق عليها لرجل أعمال يهودي أسترالي، حتى يتم تهويد المنطقة المسيحية الإستراتيجية داخل البلدة القديمة وتغيير وظيفة الحي المسيحي الشرقي والأصيل إلى حدود وتوسعة لشارع يافا، والأطراف الشرقية للقدس الغربية داخل حدود البلدة القديمة.
لم تكن بلدية القدس المحتلة تستطيع تهويد هذه المنطقة الاستراتيجية دون تعاون بعض الأفراد ورجال الدين مقابل حفنة من المال؛ منذ أكثر من ثلاثة أعوام والمشاريع البلدية التهويدية تجري في هذه المنطقة ويقام فيها العديد من النشاطات الثقافية والدينية، بالتعاون مع مؤسسات محلية، وللأسف المحال المشاركة والمستفيدة من أعمال البلدية تتبع الأديرة المختلفة.
نهاية هذا العام كان له طعماً آخراً من خلال ترويج البلدية بابا مناويل "اليهودي" وسوق الكريسماس في القدس بالتعاون مع المحلات المحلية "مذكور أسمائها وعناوينها في الإعلان"، والتي تأتي بعد سلسلة من النشاطات البلدية خاصة في باب الجديد.
مبادرة المؤسسات المحلية لإضاءة شجرة الميلاد في باب الجديد برعاية الهيئة الإسلامية المسيحية يوم الأحد الماضي، كانت خطوة بالاتجاه الصحيح، ولكن كان الأفضل لو تم استبعاد مؤسسة محلية كانت وكيل البلدية لنشاطات يوم الميلاد في باب الجديد خلال السنوات الماضية.
إضافةً إلى قيام بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس بإضاءة شجرة الميلاد في نافذة فندق الامبريال المطلة على ميدان عمر بن الخطاب، تعتبر خطوة محدودة وخجولة، وكان المفروض أن تتم في الساحة المقابلة لباب الخليل لتأكيد الوجود المسيحي في المنطقة.
أعتقد أن بيان البطاركة تنقصه الإرادة السياسية، والمسيحيين في العالم يتوفر لديهم الأدوات الدبلوماسية والسياسية والمالية للضغط على حكومة الاحتلال.
أما ما ورد في البيان المذكور "الإقرار بشكر الحكومة الإسرائيلية المعلن لحماية المسيحيين في الأراضي المقدسة"، فهو يتناقض مع سياسة الحكومة "الإسرائيلية"، من استهداف الأماكن الدينية لغير اليهود بالإضافة إلى السعي للسيطرة عليها، والتلميح الذي ورد بالبيان بالطلب من الحكومة "الإسرائيلية" عمل تشريع خاص لخصوصية حارة النصارى مثل حارة اليهود، أعتقد أنه منزلق سياسي خطير من ناحية أن القدس أرض محتلة، وثانياً حارة اليهود مقامة على حي إسلامي تم تدميره في عام 1967.
. . .