"عُدْتُ إلى جنَّة الدنيا".. المرابطة هنادي حلواني تعود إلى الأقصى بعد إبعادها
القدس المحتلة- القسطل: "عُدْتُ مُجدداً إلى جنَّتي، جنَّة الدنيا، وانتهى قرار إبعادي عن المسجد الأقصى"، بهذه الكلمات وصفت المُرابطة المقدسية هنادي حلواني شعورها بعودتها للأقصى، بعد إبعادٍ دام 6 أشهر.
يوم أمس، عادت حلواني إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث المكان الذي تُحبّه، وأدت الصلاة في مُصلياته، وقضت أوقاتها في باحاته، منذ مطْلَعِ الفجر حتى ساعات المساء.
رباطٌ على الأبواب
تقفُ حلواني في أقرب نقطةٍ لقبة الصخرة، وتقول لـ القسطل: "أُرسل رسالة لكل شخصٍ أبعد نفسه عن المسجد الأقصى، وأقول: إنني أُبعدت عنه بسبب الاحتلال، ومع ذلك وقفت على أبوابه، وأرسلت لهم رسالة أنني لن أستسلم لهذه القرارات، ولم أجلس في المنزل مثلما يريدون، بل واصلت رباطي بكل الطرق والوسائل".
7 سنواتٍ ونصف مجموع الفترة التي استهدفت فيها سلطات الاحتلال للمرابطة حلواني، وأبعدتها فيها عن "جنَّة الدنيا"، لكنها على الرغم من ذلك استمرت في مسيرة رباطها، وكانت "أكثر بكثير مما لو كُنْتُ داخل ساحات الأقصى"، حسب وصفها.
وتضيف أنها: "مُبعدة عن المسجد الأقصى منذ سنواتٍ طويلة، آخر إبعاد كان لمدة 6 أشهر، سبقه إبعاد مدة 6 أشهر، وآخر مدة سنة وشهرين... تم تمديد القرار الأخير بعد ساعات قليلة من دخولي للمسجد الأقصى".
وفي إبعادها الأخير، اختلفت مشاعر حلواني عن المرات السابقة، كانت أكثر ألماً وقهراً؛ حيث كانت هي المرأة الوحيدة الممنوعة من دخول المسجد الأقصى، وترابط على أبوابه وحدها.
وقالت لـ القسطل بحرقةٍ كبيرة: "كان الشعور مؤلماً، وأكثر من مؤلم.. أشد وأظلم من الظلم أن يتم إبعادك عن الأقصى، وتُمنع من دخوله".
"رسالتي وصلت لأقصى العالم"
لم تكتفِ سلطات الاحتلال بإبعاد حلواني عن الأقصى فقط، بل منعتها من السفر خارج فلسطين؛ بهدف طمس صوتها داخل الأقصى وخارجه، حسب ما أشارت.
وبفخرٍ كبير أوضحت حلواني أنها استمرت في رباطها إلكترونياً، عن طريق حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تُسافر عبر 6 دولٍ في اليوم الواحد، وتبعث رسائلها لكافة الفئات والأعمار.
"في حقيقة الأمر، الاحتلال عندما أبعد هنادي عن الأقصى أبعدها جسداً، وعندما منع هنادي من السفر خارج فلسطين لم يمنع سوى جسدها؛ ولكن رسالة هنادي وصلت لأقصى العالم، وفي المسجد الأقصى كانت روحي".
وتابعت وعينيها مليئة بالسعادة والأمل: "فرحة الأهالي والوافدين بدخولي الأقصى، أكدت لي أن رسالتي عندما كُنْتُ مبعدة وعلى الأبواب، أقوى بكثير مما لو كُنْتُ داخله وفي ساحاته".
واختتمت حديثها لـ القسطل مُرددة: "أشكر كل من تضامن معي خلال فترة إبعادي، سواءً جلس بجانبي، أو أوصلني عبر التوك توك، أو بفنجان قهوة، أو بصحن مقلوبة، أو بأي شيء حتى بالدعاء.. كُنتم بمثابة الكتف الآمن والقلب الحنون.. لا حرمكم الله من جنّة الدنيا والآخرة".
. . .