الإبعاد.. سياسةُ الاحتلال لتفريغ الأقصى
القدس المحتلة-القسطل: عند أقربِ نقطةٍ للمسجد الأقصى، يقفُ المبعدون للصلاة والجلوس هناك، بعد أن حرمهم الاحتلال من دخوله تحت ذرائع واهية، وما هي إلا سياسة يهدفُ الاحتلال من خلالها تفريغَ الأقصى من رواده وموظفيه، ليتيحَ المجالَ لمستوطنيه لاقتحامه، كمقدمةٍ لفرضِ السيطرة عليه.
عشراتُ الشبان سلّمهم الاحتلال مؤخرًا قرارات إبعادٍ عن المسجد الأقصى، عقب استدعائهم والتحقيق معهم، بذريعة أن وجودهم في الأقصى يشكل خطرًا، دون أن يُبدي الأسبابَ الحقيقية خلف إبعادهم، تحت بند وجود ملفات سرية.
الشاب جهاد قوس من حارة السعدية في البلدة القديمة، استدعاه الاحتلال للتحقيق في منتصف شهر أيلول الماضي، وفي مركز "القشلة" حقق معه ضابط الاحتلال، وتذرّع بأنه يفتعل المشاكل ويحرّض، وأن وجوده في الأقصى يشكل خطرًا، ليتم تسليمه قرار إبعاد لمدة أسبوع واستدعاء بعد انتهاء تلك المدة.
سلّمه الاحتلال قرار إبعاد جديد مدة أربعة شهور، ينتهي في منتصف كانون الثاني من العام القادم، لكنّ هذا القرار لم يثني جهاد للوصول لأقرب نقطة للمسجد الأقصى، إذ توجه برفقة أصدقائه لأحد أبواب الأقصى والصلاة هناك، ليعتقله الاحتلال ويخبره بأنه ممنوع من الوصول لكل أبواب الأقصى.
منذ عام 2013 والاحتلال يُبعد جهاد قوس عن الأقصى، وفي كل عام يتم تسليمه قرارات إبعاد تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، ليكون أخر إبعاد عام 2018 لمدة عام ونصف، بتجديد القرار كل ستة أشهر.
يقول جهاد لـ"القسطل" حرمنا الاحتلال من أن نستنشق هواء الأقصى، فأصبحنا نتوجه لمطلة جبل الطور حتى نراه، شعور صعب أن تعيش حياتك في الأقصى ويتم إبعادك عنه، وهو شعور يماثل إبعاد الابن عن أمه وعائلته.
أما الشاب روحي كلغاصي، فسلّمه الاحتلال أيضا قرارَ إبعاد لمدة أربعة أشهر عقب استدعائه والتحقيق معه، وبذات الذريعة تم إبعاده، ليواصل الاحتلال إبعاده منذ عام 2014، لتصل مدة الإبعاد أربعين شهرًا.
يقول كلغاصي لـ"القسطل" الاحتلال يهدف من سياسة الإبعاد تفريغ الأقصى من رواده ومصليه، نحن لن نشكل خطرا على مسجدنا، والحقيقة أن الاحتلال يعتبر تواجدنا يشكل خطرا على مستوطنيه، وهو يتعمّد إبعاد الشباب عن الأقصى.
ويضيف أنه من الصعب أن يتم إبعاد شبان البلد وأبناء الأقصى عنه، في حين نرى الوفود المطبعة تقتحم الأقصى بحماية الاحتلال.
ذرائع واهية
عقب اقتحام الوفد الإماراتي المسجد الأقصى، استدعى الاحتلال عددًا من الشبان للتحقيق معهم، وسلّمهم قرارات إبعاد، من بينهم الحارسين في المسجد الأقصى سائد السلايمة وتم إبعاده مدة شهرين، وعيسى بركات وتم إبعاده لثلاثة أشهر.
السلايمة وخلال تواجده عند باب فيصل، اقتادته شرطة الاحتلال لمركز "القشلة" للتحقيق معه، وكانت الأسئلة تدور عما جرى خلال اقتحام الوفد الإماراتي للأقصى، رغم أنه كان يتواجد عند المصلى المرواني في حينها، لكنّ ضابطا من شرطة الاحتلال ادّعى أنه اختلق المشاكل عبر جهازه "اللاسلكي"، فاعتبر أن وجوده في الأقصى يشكل خطرا.
يقول السلايمة لـ "القسطل" إن هذا الإبعاد الرابع عن الأقصى، وأن من يعتقله الاحتلال أكثر من مرة يبقى تحت دائرة الاستهداف والمراقبة، وأن إبعاد حراس الأقصى عنه ما هو إلا لتفريغ المسجد وافساح المجال أمام المستوطنين ليصولوا ويجولوا بحرية.
ويضيف أنه تمّ إبعاده مدة أسبوع قبل تسليمه قرار الإبعاد، وخلال تلك الفترة كان منزعجا ولا يستطيع تقبل فكرة إبعاده عن الأقصى، فكيف يمكنه أن يبقى مبعدا لشهرين، وتسائل وفق أي قانون أو عرف يُبعد المسلم عن مسجده.
. . .