مجلس قروي النبي صموئيل يُقدم استقالته لوزير الحُكم المحلي.. ما هي الأسباب؟
القدس المحتلة- القسطل: على أعلى تلة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة تتربع قرية النبي صموئيل، معزولة عن الضفة الغربية والقدس المحتلة بفعل جدار الضم والفصل العنصري، ويقطنها نحو 300 فلسطيني.
منذ عام 1967 يعاني أهالي القرية من مضايقات الاحتلال المستمرة، ومحاولات التهجير القسري، يعيشون في ظروف مأساوية، ولا يُسمح لهم بالبناء أو التوسعة.
ونتيجة عدم القدرة على تطوير القرية، وتحسين أحوالها، وتقديم الخدمات لها، وتهميشها؛ سلم القائمون على مجلس قروي النبي صموئيل ختم المجلس لوزارة الحكم المحلي، وأعلنوا في بيانٍ لهم أنه لن يتم تقديم أي قائمة لتشكيل المجلس القروي بناءً على رغبة الأهالي.
وجاء في بيان أعضاء المجلس: "قريتكم كانت تسمى قرية النبي صموئيل وسيبقى اسمها كما هو، بصمودكم حافظتم عليها، وحافظتم على الهوية والتاريخ رغم كل المخططات الهادفة للتهجير.. قريتكم بقعة جغرافية صغيرة المساحة كبيرة بصمودكم الأسطوري، وستبقى جزءًا أصيلًا من هذا الوطن المحتل".
وقالوا إن: "الخيارات كثيرة أما الهدف واحد والطريق واحد، صمود وثبات على هذه الأرض المقدسة، ومن هذه اللحظة المجلس غير مسؤول عن أي تنسيق أو أي خدمات، وسنوافيكم بأرقام هواتف الارتباط الفلسطيني لمن يحتاج تنسيقًا أو أي خدمات أخرى، ومن يرغب بأي استفسار عليه أن يتوجه لممثله بالمجلس، كل ممثل عن عائلته".
وقال مصدر خاص في مجلس قروي النبي صموئيل لـ القسطل: "قدمنا استقالتنا ولكن لم يتم الموافقة عليها حتى الآن.. يوم أمس اجتمعنا مع وزير الحكم المحلي- م مجدي الصالح؛ من أجل تأكيد الاستقالة بحضور أهل القرية، ولكن اليوم تفاجأنا بما نُشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك تحت عنوان "لقاء مع مجلس قروي النبي صموئيل للبحث عن تعزيز صمود الأهالي، وأهم احتياجات البلدة من المشاريع الحيوية".
وتابع المصدر أن "الأهالي قالوا إن وضع القرية بوجود المجلس وبعدم وجوده واحد.. لا توجد خدمات، ولا يوجد اهتمام، ولا يوجد أي دعم من السلطة الفلسطينية للأهالي.. إذا لم يكن هناك خدمات فلا داعي لوجود مجلس".
وشدد على أن أهالي القرية مهمشون، يعيشون كل المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني على مدار الساعة، من أوامر هدم، اعتقالات، وكل الانتهاكات "الإسرائيلية" وذلك منذ عام 1948.
ولفت إلى أنهم عاشوا حرب النكبة والنكسة، وفي عام 1972 تم هدم القرية.
وحول الحال الذي يعيشه أهالي القرية، وصف ذلك بحرقة مردداً: "الأهالي يعيشون في وضع صعب جداً، منهم من يسكن في "كونتينر"، وتحت الصفائح والزينكو، كل ما نطالب به أن يأتوا إلى قريتنا ويلقوا نظرة على حالنا وظروفنا.. لا يوجد أي مقومات للحياة، لا يوجد مستقبل لأولادنا".
وبيَّن أن سلطات الاحتلال لا تعترف بوجود القرية، وتُطلق عليها "تجمع سكاني"، متسائلاً: "أين دور السلطة الفلسطينية في هذا الموضوع؟ منذ نحو 20 عاماً ونحن في ذات المربع، نحاول فقط إثبات وجودنا، واستصدار خارطة هيكلية كي يستطيع الأهالي البناء؛ لكن دون جدوى".
وقال: "تأتي مشاريع من الخارج لدعم الخارطة الهيكلية والعمل عليها، ولكن من يرفضها هو المفوض الفلسطيني، أما المفوض "الإسرائيلي" لا يُبالي في الأمر.. نحن نعيش في مأساة، هل يجب أن تتكرر هذه المأساة مع أبنائنا؟".
وأكد المصدر لـ القسطل أن الحل ليس لدى وزارة الحكم المحلي، لافتاً إلى أنهم طالبوا بالاجتماع مع رئيس الوزراء د.محمد اشتية؛ من أجل الوصول إلى حلول، أو أن القرية ليست بحاجة لمجلس بحسب مطلب الأهالي.
وأردف: "الرسالة التي أوصلناها أننا سواءً بدعمٍ خارجي أو بدون، نحن باقون على هذه القرية وصامدون فيها، على الرغم من مقومات الحياة الصعبة التي نعيش فيها".
واختتم مردداً: "قرية النبي صموئيل لا تقل أهمية عن حي الشيخ جراح أو الخان الأحمر.. تقع على آخر سور من أسوار القدس، والذي يصل بين الضفة والقدس.. القرية مهمة واستهدافها شرس، وعملية التهجير القسري مستمرة على مدار الساعة".
[caption id="" align="aligncenter" width="300"] مدرسة القرية من "الزينكو"، ومهددة بالهدم[/caption] [caption id="attachment_12271" align="aligncenter" width="300"] منازل ودكان في القرية من "الكونتينر"[/caption]