من خلف الشباك الأخضر.. أمنية الطفل علي أن يخرج من منزله
القدس المحتلة - القسطل: ما هي أمنيتك للعام الجديد؟ أن أخرج من منزلي!. هذه أمنية طفلٍ مقدسيٍ يحتجزه الاحتلال داخل منزله مُجبرًا عائلته أن تكون بمثابة سجّانِه، فلم يعد يرى الحياة إلا عبر نافذة صغيرة، هي متنفسه الوحيد.
علي قنيبي يأكل ويشرب ويقوم بكل شيء وهو يجلس عند هذا الشباك الأخضر الصغير بعدما قضى الاحتلال بحبسه منزليًا دون تحديد مدة، حبسٌ مفتوح حتى انتهاء قضيته.
اعتُقل الطفل قنيبي وهو من حي الشيخ جراح في القدس، قبل نحو خمسة شهور ويزيد، واتهمه الاحتلال بالاعتداء على سيارة مستوطن. تم التحقيق معه ومُدد اعتقاله لأيام ثم أفرج عنه شرط الإقامة الجبرية في منزله.
يقول الطفل للقسطل "نفسي أطلع من البيت، ألعب مع أصحابي، أقعد في الحارة، ألف في الشوارع".
ويضيف أن الشباك هو كل حياته، فمن خلاله يرى رفاقه وهم يلعبون، ويقول: "أنا كتير مقهور، مقهور من جواي، ست شهور ضاعوا من عمري ما تعلمت فيهم اشي، كانت شهور صعبة".
يقول والد قنيبي للقسطل إنها "معاناة للطرفين، سواء لعلي أو لنا، فنحن أصبحنا سجانين، أجبرنا الاحتلال على عيش هذا الوضع ولا يمكننا ممارسة حياتنا بالشكل الطبيعي".
ويبين أن العائلة تسكن في حي الشيخ جراح منذ سنوات طويلة، لكن منذ نحو عشر سنوات قرر الاحتلال الاستيلاء على منازله، وطرد سكانه الأصليين لإحلال مستوطنين مكانهم.
علي وأطفال مقدسيون كُثُر يعيشون الحال ذاته، باتت النافذة أو شُرفة منازلهم هي متنفسهم الوحيد، السجن هو بيتهم، والسجانون هم ذووهم، لا خروج، لا لعب، لا حياة أبدًا، ما يتسبب بحالات نفسية صعبة لهم.
أما عن مكوثه طيلة هذه الفترة، فلو قضت محاكم الاحتلال بسجنه فعليًا لمدة عام مثلًا، لن تُحسب تلك الشهور التي قضاها في منزله حبيسًا، وسيقضي العام بشهوره كاملةً.