تزايدٌ ملحوظ وانتهاكٌ أكبر .. 34 ألفًا و562 مُقتحمًا للمسجد الأقصى خلال عام 2021
القدس المحتلة - القسطل: وثّقت شبكة القسطل الإخبارية اقتحام 34 ألفًا و562 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة من بداية العام 2021 وحتى اليوم 30 كانون أول/ ديسمبر، وهو أخر يوم للاقتحامات لهذا العام.
وأوضحت الشبكة أن هذا العدد شمل اقتحام المستوطنين وطلاب المعاهد التوراتية، وجنود وضباط الاحتلال وموظفين يعملون في حكومة الاحتلال، وأعضاء في “الكنيست”، الذين عملوا طوال العام على استفزاز المصلين باقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى.
ومقارنة بالعام الماضي 2020 فإن الاقتحامات زادت بشكل كبير جدًا، والانتهاكات باتت أكثر جُرأة بسبب تأمين الحماية للمستوطنين من قبل عناصر الشرطة.
وأضافت أن الاقتحامات كانت تتم من “باب المغاربة” وهو الباب الخاضع لسيطرة شرطة الاحتلال الكاملة منذ عام 1967، أي منذ احتلال القدس، ثم جولات استفزازية وصلوات في الباحات بشكل علني، وبحماية قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.
ولم تتوقف انتهاكات شرطة الاحتلال في المسجد بشكل يومي، حيث تم اقتحام المصلّيات المسقوفة بالأحذية، وتوقيف المصلين في الباحات، وتحرير هوياتهم، إلى جانب تفتيش حقائب المصلين عند الأبواب والتدقيق في هويّاتهم واحتجازها وإعطائهم بطاقات ملونة بدلاً منها.
هذا العام كان صعبًا على المسجد الأقصى إثر المواجهات التي اندلعت في باحاته وإصابة مئات الفلسطينيين بعدما تم الاعتداء عليهم بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية. تحوّلت الساحات إلى ثكنة عسكرية وساحة مواجهة بين قوات الاحتلال والشبان الذين حاولوا صدّ الاقتحام عبر إلقاء الحجارة.
أُغلقت أبواب المسجد الأقصى مرات عديدة، وذلك في كلّ مرّة نفّذ فيها أو حاول فلسطيني تنفيذ عملية في البلدة القديمة ومحيطها أو عند أبوابه، ويحتجز المصلين ولا يسمح لهم بالخروج بشكل نهائي حتى انتهاء الحدث.
كما تعرّض حراس المسجد الأقصى وموظفو الأوقاف إلى سلسلة من المضايقات من قبل شرطة الاحتلال، من خلال منعهم من التصدي للمُقتحمين، والابتعاد عنهم خلال جولاتهم الاستفزازية، واستهدفتهم من خلال الاعتقالات من مكان عملهم، استدعائهم للتحقيق، مداهمة منازلهم، وإبعادهم عن المسجد الأقصى لفترات تراوحت ما بين أسبوع إلى ستة شهور.
خلال كانون ثاني، عملت شرطة الاحتلال على تفريغ المسجد الأقصى ومنعت المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى بحجة الإغلاقات التي فرضتها حكومة الاحتلال على القدس والداخل المحتل بسبب فيروس كورونا، إلّا أن التشديد فعليًا وبحسب أهل المدينة لم يكن على كافة المناطق، بل كان التضييق على شرقي القدس وبلداتها وأهلها.
في آذار، وخلال أيام عيد “الفصح” العبري، حاول المستوطنون إدخال “قرابين الفصح” لكنهم فشلوا في ذلك (من 28 وحتى 31 من شهر آذار).
ونيسان، تم فيه قطع أسلاك السماعات الرئيسية لمآذن المسجد الأقصى؛ الأسباط والسلسلة والغوانمة والمغاربة، بعد اقتحامها، بالتزامن مع صلاتي العشاء والتراويح، وذلك بسبب احتفالات المستوطنين في ساحة البراق، لتُقام الصلاة عبر السماعات الداخلية للمسجد الأقصى فقط.
أمّا عن أيار، لم تُسجّل أعداد كبيرة نسبيًا من المُقتحمين، وذلك بسبب إغلاق “باب المغاربة” على مدار 19 يومًا، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وكذلك التصعيد الذي حصل في قطاع غزة، والأوضاع الأمنية، والخوف من المواجهة داخل المسجد الأقصى.
ورغم أن المستوطنين لم يقتحموا المسجد الأقصى طوال تلك المدّة إلّا أن قوات الاحتلال اقتحمت باحاته بأعداد كبيرة جدًا، محاولة تفريغه من المصلين، خاصة في اليوم الذي أعلن فيه المستوطنون عن نيّتهم اقتحام المسجد الأقصى في العاشر من أيار أو ما عُرف بـ(اقتحام 28 رمضان) احتفالًا بـ”يوم توحيد القدس” وهو اليوم الذي احتُل فيه الشطر الشرقي من مدينة القدس.
في هذا الشهر، قمعت قوات الاحتلال المصلين والمسعفين والصحفيين والعاملين في المسجد الأقصى بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية السامة والصوتية، وعرقلت عمل طواقم الإسعاف خلال نقل المُصابين، وتوسعت المواجهات في البلدة القديمة ومحيطها، فأُصيب خلال هذا اليوم نحو 888 فلسطينيًا بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الأمل للخدمات الصحية.
وفي تشرين ثاني، حاول مستوطنون حرق بعض الأوراق حيث رفعوا لافتات كُتب عليها “جئنا لنطرد الظلام”، وأشعلوا “ولّاعات” يدوية في إشارة إلى شمعدان عيدهم “الحانوكاه” أو “الأنوار” وذلك عند البائكة الغربية في المسجد.
وما زالت شرطة الاحتلال تسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال فترتين، صباحية وهي الأطول والمسائية عقب انتهاء صلاة الظهر.