2021.. عامٌ لم يسلم فيه حراسُ الأقصى وموظفو الأوقاف من مضايقات الاحتلال
القدس المحتلة-القسطل: لم يسلم حراس المسجد الأقصى وموظفو الأوقاف الإسلامية من اعتداءات وتضييقات الاحتلال منذ بداية العام وحتى اليوم 30 كانون أول/ ديسمبر، من خلال منعهم من التصدي للمُقتحمين، والابتعاد عنهم خلال جولاتهم الاستفزازية، واستهدافهم من خلال الاعتقالات من مكان عملهم، استدعائهم للتحقيق، مداهمة منازلهم، وإبعادهم عن المسجد الأقصى لفتراتٍ تراوحت ما بين أسبوع إلى ستة شهور.
يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـ “القسطل” إن الاحتلال اعتقل أكثر من 20 حارساً خلال هذا العام، وأبعدهم عن المسجد الأقصى لفتراتٍ متفاوتة.
كما أُصيب أكثر من 15 حارساً بالرصاص المطاطي، أثناء اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، في العشر الأواخر من شهر رمضان.
ويوضح الكسواني في حديثه مع “القسطل” أن الاحتلال يهدف لفرض واقعٍ جديدٍ ومريرٍ على المسجد الأقصى، لافتاً إلى أن هذه التضييقات لن تُثني الحراس والموظفين عن أداء واجبهم تجاه المسجد الأقصى، والحفاظ على إسلاميته وعروبته.
ويضيف أن: “هناك تضييق واضح على دائرة الأوقاف الإسلامية، حيثُ تتعرض لملاحقة حراسها وسلامتها وموظفيها من خلال الإبعادات والاعتقالات، بالإضافة إلى التضييق على موظفي لجنة الإعمار ومنعهم من القيام بأعمال الصيانة والترميم داخل المسجد الأقصى المبارك”.
وخلال هذا العام، تعرّض موظفو لجنة الإعمار لمضايقاتٍ مستمرة أثناء صيانتهم عمران المسجد الأقصى الذي يتجاوز عمره 1300 عام، وهو بحاجةٍ ماسّة للصيانة اليومية.
ويشير الكسواني إلى أن الاحتلال استهدف الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، وسمح للمستوطنين بأداء الصلوات والطقوس فيها، عدا عن قرار المحكمة “الإسرائيلية” التي أعلنت السماح بأداء صلواتهم الصامتة، واقتحام الأقصى.
ويتابع: “الاحتلال يُريد أن يُظهر أن الأوقاف الإسلامية هي من تُهمل الجهة الشرقية من المسجد الأقصى؛ لكن في الواقع الاحتلال هو من يمنع الأوقاف من إقامة أي صيانة وتحسينات فيها”.
ويشدد الكسواني على أن المسجد الأقصى تعرض لانتهاكات عدة أثناء 2021، سواءً أثناء الاقتحامات اليومية التي نفذتها جماعات المستوطنين بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أو ما حصل في شهر رمضان المبارك من اعتداءات واقتحامات شنّتها القوات الخاصة.
ويُردف لـ القسطل: “خلال الاقتحام الذي نفذه الاحتلال أواخر شهر رمضان، سُجل في صفوف المصلين أكثر من 800 إصابة، كانت معظمها في الرأس وفي الوجه، وكان هناك إصابات خطيرة بالرصاص المطاطي، إضافةً لقنابل الغاز المسيلة للدموع”.
أما عدد المقتحمين، فقد بلغ 34 ألفًا و562 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة من بداية العام، مقارنةً مع عام 2020 الذي بلغ فيه نحو 19 ألفاً نتيجة لانتشار فايروس كورونا، وفي عام 2019، بلغ عددهم نحو 29 ألفاً و700 مستوطن، كما أوضح.
شَهِد المسجد الأقصى عدة انتهاكات، حيث قاموا خلال هذه الاقتحامات بأداء صلوات تلمودية، رفع علم الاحتلال، نفخ في البوق، إدخال المشروبات التي كانت في علب العصائر، وغيرها من انتهاكات بحق المسجد.
ووفقاً للكسواني، حصل خلال عام 2021 مسح ضوئي لساحات الأقصى لم يُعرف الهدف منها حتى اللحظة، كما أُغلقت أبوابه في كل مرة حصلت فيها “عملية أمنية” حسب قول الاحتلال، ومُنع المصلين من الدخول أو الخروج، ولم يسلم مصلى باب الرحمة من استهدافات الاحتلال وانتهاكاته.
ويشير الكسواني إلى أن الاحتلال يسعى لتكريس هذه الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ويسمح للآلاف باقتحامه، في الوقت الذي كان يُشدد فيه على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد، ويحجز هوياتهم، ويعتقلهم.
ويشدد على أن المسجد الأقصى بمساحته البالغة نحو 144 دونماً حقٌ خالصٌ للمسلمين، ولا يقبل القسمة أو الشراكة، وما يحصل فيه من اقتحامات يومية وانتهاكات بحماية شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة تحصل بقوة السلاح.
ويؤكد الكسواني أن “هذه الانتهاكات لن تُثنينا عن أداء واجبنا في وجه هذه الحملة الشرسة التي يشنها الاحتلال، نحن لا نعترف بقرارات محاكم الاحتلال، وأقوالها لا تسري على المسجد الأقصى”.
. . .