2021 بعين "القسطل" .. القدس المحتلة وأبرز الانتهاكات في أرقام
القدس المحتلة- القسطل: عاشت القدس هذا العام هبّات جديدة، أثبتت أن الفلسطينيين لا يرضخون لإملاءات الاحتلال، حتى لو كانت الدماء والأرواح هي الثمن.
كما كل عام، قمعت قوات الاحتلال صوت الحق والحقيقة، فجعلت المقدسي في دائرة استهدافها حتى الصحفي من يوثق الجرائم، والمسعف الذي يُطبّب الجراح، وذلك من خلال عمليات القتل أو التنكيل والضرب، الهدم، الاعتقال، الإبعاد، منع السفر، قطع التأمين الصحي، استهداف أسرى القدس، وغيرها الكثير الكثير.
شبكة "القسطل" الإخبارية، سلطت الضوء على أبرز انتهاكات الاحتلال في القدس، موثقةً ذلك بالأرقام.
الشهداء..
تكثفت الإعدامات الميدانية في مدينة القدس المحتلة وعند الحواجز الموصلة إليها وأبواب المسجد الأقصى، حيث أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيًا، من بينهم نساء فلسطينيات وأمهات وأطفال.
والشهداء هم؛ محمد صلاح الدين، أسامة منصور، شاهر أبو خديجة، محمد حميد، زهدي الطويل، ابتسام كعابنة، مي عفانة، عبد المطلب الخطيب/ التميمي، حازم جولاني، إسراء خزيمية، عمر أبو عصب ، فادي أبو شخيدم، محمد سليمة، وشهداء بدو الثلاث؛ أحمد زهران، وزكريا بدوان، ومحمود حميدان.
من الشهداء من توفي بسبب إهماله طبيًا أثناء فترة اعتقاله، أو تعرض للضرب المبرح خلال التحقيق، ومنهم من استُشهد باشتباك مسلح مع الاحتلال، آخرون نفذوا عمليات وأصابوا جنودًا ومستوطنين، ومنهم من حاول تنفيذ عملة.
انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى
وثّقت “القسطل” اقتحام ٣٤٥٦٢ مستوطنًا للمسجد الأقصى خلال العام الماضي، من بينهم طلاب معاهد دينية يهودية، ضباط إسرائيليون، وموظفون يعملون في حكومة الاحتلال، وموظفون في سلطة آثار الاحتلال، إضافة إلى ما تُطلق عليهم الشرطة “ضيوفها”.
وشهدت باحات المسجد صلوات علنية للمستوطنين خاصة في المنطقة الشرقية -قرب باب الرحمة- وسط حماية عناصر من شرطة الاحتلال التي حوّلت الساحات لثكنة عسكرية عبر نشر قواتها الخاصة المدججة بالسلاح.
وكانت الاقتحامات تتم بشكل يومي ما عدا الجمعة والسبت، وخلال فترتين؛ صباحية ومسائية (بعد الانتهاء من صلاة الظهر)، وتبدأ الجولات من “باب المغاربة” وحتى “باب السلسلة”، الذي شهد صلواتِ ورقصاتِ المستوطنين بشكل استفزازي.
قرارات الإبعاد..
أمّا عن سياسية الإبعاد، فقد استمرّت شرطة الاحتلال في اعتقال الفلسطينيين من داخل المسجد الأقصى، أو محيط البلدة القديمة، وعقب التحقيق معهم لعدة ساعات، كانت تُفرج عنهم بشرط الإبعاد عن المسرى.
ووثّقت الشبكة إصدار قوات الاحتلال 262 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدد تفاوتت ما بين أسبوع وستة شهور.
وهذه القرارت لم تشمل العشرات من قرارات الإبعاد التي فُرضت على المقدسيين بإبعادهم عن أماكن سُكناهم أو المناطق التي اعتُقلوا منها لفترة محددة كأحد شروط الإفراج عنهم.
كما وثقت القسطل إصدار سلطات الاحتلال 9 قرارات إبعاد عن القدس، و10 أوامر إبعاد عن الضفة الغربية لشخصيات مقدسية.
إضافة إلى إصدار 15 قرار منعٍ من السفر لشخصيات دينية أو سياسية أو أسرى محررين.
الاعتقالات..
أمّا عن الاعتقالات فقد وثّقت “القسطل” اعتقال 2420 فلسطينيًا خلال العام الماضي من بينهم أطفال ونساء وفتيات، اعتُقلوا إمّا ميدانيًا أو من منازلهم، حيث تمت الاعتقالات من معظم بلدات القدس وضواحيها.
وشارك في عملية اعتقال الشبّان عناصر من شرطة الاحتلال والمخابرات ووحدة “المستعربين” التي كانت تنصب الكمائن للشبان خلال المواجهات، وتعتدي عليهم بالضرب المُبرح خلال عملية الاعتقال.
وتعرض معظم المعتقلين للضرب والتنكيل من قبل قوات الاحتلال أثناء اعتقالهم واقتيادهم والتحقيق معهم، منهم من استدعى نقله للعلاج في المشافي بسبب الضرب المُبرح.
كما أن شرطة الاحتلال والمحاكم “الإسرائيلية” كانت تُفرج عن معظم المعتقلين شرط إبعادهم إمّا عن البلدة القديمة أو باب العامود أو الشيخ جراح (الأماكن التي اعتُقلوا منها)، ودفع كفالات مالية، والتوقيع على كفالة طرف ثالث.
كما كانت تشن حملة اعتقال واسعة في بلدات القدس، وبعد عدة ساعات من التحقيق، تُفرج عنهم دون توجيه أي تهم.
الهدم والتشريد والإخلاء
سلّمت طواقم بلدية الاحتلال عشرات المقدسيين إنذارات هدم لمنشآتهم السكنية والتجارية والزراعية، كما هدمت عدّة منشآت في القدس وضواحيها بحجة “عدم الترخيص”.
ووثقت القسطل 173 عملية هدم لمنشآت مقدسيين في القدس المحتلة وضواحيها خلال 2021، من بينها عمليات هدم ذاتية تمت بشكل قسري، بعدما أُجبروا أصحابها على هدمها لتفادي غرامات مالية باهضة من الاحتلال.
واستهدفت طواقم “الطبيعة” التابعة لبلدية الاحتلال أراضي وادي الربابة في بلدة سلوان بالتجريف عدّة مرات إلى جانب الاعتداء على مقبرة صرح الشهداء.
وأكثر المشاهد إيلامًا عام 2021، رؤية “صرح الشهداء” التابعة للمقبرة اليوسفية وهي تتحول تدريجيًا إلى حديقة توراتية، من تحطيم لقبورها وشواهدها وظهور رفات الموتى والشهداء، ومحاولات المقدسيين لصد مخططات الاحتلال التي قابلت ذلك بالقمع والاعتقال والإبعاد عن المقبرة حتى وصلت لمبتغاها.
وهنا نُطلعكم على أبرز الأحداث والانتهاكات والاعتداءات التي حصلت في العام الماضي 2021:
** هبة باب العامود ..
آلاف الإصابات جراء قمع قوات الاحتلال الشبان المقدسيين بعد محاولة الاحتلال إغلاق مدرج ومحيط باب العامود، وعدم السماح لأهل المدينة بالجلوس في المكان
التصعيد الأكبر كان خلال العشر الأواخر من شهر رمضان حيث لم يرق لشرطة الاحتلال رباط الفلسطينيين في المسجد الأقصى وصد اقتحام اليوم الثامن والعشرين من رمضان (10 أيار- أو ما يسمى بـ”يوم توحيد القدس”) الذي دعت له جماعات “الهيكل” المزعوم، وما تبع ذلك من تظاهرات النّصر التي عمّت البلدات المقدسية بعدما حقّقت المقاومة الفلسطينية في غزة النصر على الاحتلال وتم وقف إطلاق النار والعدوان على شعبنا في القطاع.
** هبّة الشيخ جراح ..
إثر محاولة إخلاء سلطات الاحتلال سكان حي الشيخ جراح من منازلهم، لإحلال مستوطنين مكانهم، تضامن مئات الفلسطينيين من القدس والداخل معهم، نصبوا خيمة، وباتوا يتواجدون فيها يوميًا، ما جعل شرطة الاحتلال تعزز من تواجد عناصرها، وبالتالي اندلاع مواجهات ما بين خفيفة إلى عنيفة وتسجيل مئات الإصابات على مدار العام.
** استهداف المحررين والأسرى والأسيرات في السجون وعائلاتهم..
- منع الأسرى من زيارة ذويهم بسبب كورونا وإهمال طبي اتجاه من أُصيب منهم بالفيروس
- قمع الأسيرات في معتقل الدامون وحرمانهن من زيارات ذويهنّ بحجة أعمال صيانة في السجن، كما تم الاعتداء عليهنّ بالضرب والسحل ورش الغاز في غرفهن، وحرمانهنّ من الكانتينا وعزل ممثلاتهنّ، وانتهاك خصوصيتهن
- اقتحام منازل أسرى ومحررين ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم بحجة أنها أموال “إرهابية”
- قطعت سلطات الاحتلال التأمين الصحي عن أسرى محررين إضافة إلى عائلاتهم وحرمتهم من العلاج في المراكز الطبية التابعة لها
- قضت سلطات الاحتلال بمنع سفر 11 مقدسيًا من الأسرى المحررين خلال شهر واحد، ناهيك عن القرارات الفردية خلال أشهر العام
- فرضت سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية على عدد من الأسرى المقدسيين المحررين، وحددت خارطة بتنقّلهم.
- اختراق 6 أجهزة لموظفين يعملون في مؤسسات حقوقية فلسطينية، باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لمجموعة NSO Group “الإسرائيلية”، من بينهم؛ الباحث الميداني والمدافع عن حقوق الإنسان في مؤسسة الحق غسان حلايقة، والباحث الميداني في مؤسسة الضمير المحامي صلاح الحموري.
** شخصياتٌ استُهدفت طوال العام..
تم استهداف الشيخ عكرمة صبري وهو رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، فحرمته مرارًا من دخول المسجد الأقصى، والسفر إلى الخارج، واقتحمت منزله عدّة مرات، وسلّمته استدعاءات للتحقيق.
أما محافظ القدس عدنان غيث، فقد فرضت عليه الإقامة الجبرية ومنعته من دخول الضفة الغربية مرات عديدة، بالإضافة إلى نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات وعدد من المرابطات مثل هنادي حلواني وخديجة خويص وذلك من خلال الاعتقالات والاستدعاءات للتحقيق وقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والضفة المحتلة.
** قمع الوقفات..
قمع وقفاتٍ استمرّت على مدار العام تطالب باسترداد جثامين الشهداء، خاصة في بدّو شمالي غرب القدس والعيزرية شرق العاصمة، ووقفات أخرى تُناصر وتُساند وتآزر المهددين بهدم منازلهم في بلدات القدس.
** محاربة المحتوى..
خلال هذا العام، حُجبت "القدس" عن منصات التواصل الاجتماعي، حيث حاولت إدارة تلك المواقع تقييد الوصول إلى الصفحات التي تُعنى بمدينة القدس وفضحها لجرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق المقدسيين، ليتم حجب صفحتيْ "القسطل" و"ميدان القدس"، بعد عشرات البلاغات التي استهدفتها خاصة في أعقاب تنفيذ الشهيد فادي أبو شخيدم اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس وما أعقب ذلك من أحداث