مشروع "زوّادة" .. مطبخٌ تجاري تُديره المقدسيّة "أم محمد"

مشروع "زوّادة" .. مطبخٌ تجاري تُديره المقدسيّة "أم محمد"

القدس المحتلة - القسطل: لم تتوقع “أم محمد” أن تكون في هذا المكان يومًا ما، أو أن تُدير مشروعًا كبيرًا لتكون السيّدة الوحيدة في مدينة القدس التي تفتح مطعمًا وتُديره بنفسها من الألف إلى الياء.

“مطبخ زوّادة” هو المشروع الذي أنشأته صباح ادكيدك “ أم محمد” قبل نحو أربع سنوات في مدينة القدس المحتلة، لتُعيل عائلتها التي لولا تشجيعها لما كانت اليوم صاحبة هذا المشروع الذي حظي بإعجاب أهل القدس نساء ورجالًا.

تخرج “أم محمد” يوميًا إلى محلّها، لتبدأ عملية الطهي برفقة إحدى السيّدات، إلى جانب وجود عدد من الأخريات ممن يُساعدنها من منازلهنّ في عملية لف الورق أو تحضير الكبّة، أي وجبات الطّعام التي تحتاج إعدادًا مُسبقًا.

في زيارة ”القسطل” لمطبخ “زوّادة”، بدا كلّ شيء مرتبًا ونظيفًا، حتى رائحة الأكل كانت تفوح أرجاء المكان. تقول “أم محمد”: “لما فكّرت أفتح هالمشروع في القدس، فكّرت إنه لازم يكون عبارة عن أكل صحي ونظيف كإنه الشخص بياكل أكل إمه، زوجته أو حماته”.

وتضيف أنها فتحت المشروع قبل أربع سنوات، بدعم من زوجها وعائلتها في المقام الأول، إلى جانب الأهل والأصدقاء الذين شجّعوها على هذه الخطوة، وأوضحت: “أحبّ الطبخ، وأردت أن أُساعد زوجي وأُعيل عائلتي، فأنا لا أُريد أن أحتاج أحدًا، فكانت لدي إرادة وعزيمة تُقوّيني لأُكمل الطريق”.

فَتْح هذا المشروع ليس بالأمر السهل، خاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث المصاريف الجارية والتي لا تتوقّف مهما كانت الظروف، بحسب ما قالته “أم محمد”، وأشارت: “صحيح أن المحل توقّف خلال الإغلاقات بسبب جائحة كورونا، لكن هناك التزامات بقيت جارية، مثل الإيجار، الضريبة، الكهرباء وغيرها”.

عملٌ آخر ينتظرها حال انتهائها من دوامها في المحل، فهي لا تعود للبيت، وإنما تقوم بشراء الخضاء ومواد التموين والدجاج واللحمة وكل ما يلزمها لليوم التالي، إلى جانب ترتيب حسابات المطعم.

رغم كل الظروف والصعوبات التي مرّت عليها إلّا أن صوتًا كان بداخلها يقول لها: “لازم تستمرّي.. لا توقفي.. لا تسكري المحل”. اليوم تتّبع “أم محمد” كافة إجراءات الوقاية والسلامة في ظل انتشار الفيروس، ومستمرّة في إعداد وجبات الطعام المختلفة.

تبيّن ادكيدك أنها تحضّر يوميًا ما بين 7 إلى 8 أصناف متنوعة يوميًا، وأنها تستقبل كذلك طلبيات الفلسطينيين خلال الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات السعيدة، وتحضّر لهم ما يُريدونه حتى لو لم تتوفّر تلك الأصناف في المحل.

تساعدها إحدى السيّدات في الطبخ والتنظيف، كما أن شابًا آخر يتولّى عملية التوصيل إلى كافة المناطق في القدس، وتتمنى “أم محمد” أن يكبر هذا المشروع ويحتضن جميع العائلات الفلسطينية، ويُصبح على أعلى المستويات، ولن يكون ذلك إلا بالإصرار والعزيمة والقوّة.

لكنها لا تُريد أن يكون هذا المشروع إلّا في القدس، رغم كل ما تواجهه من مشكلات، وتقول: “كله سيمر بإذن الله، لكنّي سأبقى هنا في القدس وحول سور القدس”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: