ماذا قيل عن "العدس" في الموروث الشعبي؟

ماذا قيل عن "العدس" في الموروث الشعبي؟

القدس المحتلة - القسطل: تتوالى أخبار الطقس بين الفينة والأخرى، بعدما تأثّرت البلاد منذ يوم أمس بحالة من عدم الاستقرار الجوي، وتساقط أمطار غزيرة في القدس المحتلة وسط تشكل عواصف رعدية وصواعق إلى جانب حبات البَرَد.

في هذه الأوقات بالذات، وبعد سماع الأمهات الفلسطينيات عن وصول المنخفضات الجوية إلى فلسطين، يبدأن بتحضير وجبةٍ غذائيةٍ متكاملة يعرفها الجميع وقت الشتاء وحول المدفأة وبجانبها بعض الخضراوات، إنها شوربة “العدس”.

منذ أن نزلت الأمطار بغزارة يوم أمس، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون النكات، خاصة عمّا أسموه بـ”موسم العدس” وقالوا: “رسميًا .. نعلن عن انطلاق موسم العدس حيث يستمر لغاية خمسة شهور من الآن”.

اليوم وبحسب الراصدين الجويين، فإنه سيطرأ انخفاض على درجات الحرارة، ليستمر تأثر البلاد بحالة ضعيفة من عدم الاستقرار الجوي، وتستمر احتمالية هطول الأمطار اليوم، وستشتد وتصبح أكثر انتظاماً يومي الأربعاء والخميس نتيجة تأثر المنطقة بمنخفض جوي.

وبالتأكيد سنرى المنشور السنوي على مواقع التواصل الاجتماعي "مين مش طابخ عدس اليوم"، خاصة أن يومي الأربعاء والخميس سيكون الطقس باردًا وسنكون بحاجة للدفء.

أخصائيو التغذية يقولون إن العدس من البقوليات التي تتمتع بقيمة غذائية عالية كونه يحتوي على الألياف، الحديد، الكالسيوم، الفسفور، المغنيسيوم، والفوليك أسيد، كما أنه مصدر نباتي عالي البروتين وغذائي منخفض بالسعرات الحرارية، لذلك فهو يساعد على تخفيض الوزن، وهو مُشبع كونه غني بالألياف.

ويوضح الأخصائيون أن وجود فيتامين "ب" في العدس يساعد الجسد على الشعور بالدفء والحرارة.

في القِدم، كانوا يقولون إن شوربة العدس “أكلة الفقراء” كون المواد التي تُستخدم لإعدادها متوفّرة في يد الجميع، فهي عبارة عن العدس الأحمر والبصل والقليل من البهارات والمطيّبات، وتقدّم مع الخبز المحمّص والقليل من الزيتون والفِجل والفلفل الحار والليمون، كٌّل حسب رغبته. وكان يقول أجدادنا قديمًا في الأمثال: “إذا عدستم فأبصلوا”.

كما أنها وجبة مستقلّة بذاتها فهي غنية بالمكونات التي لا تحتاج إلى جانبها أي نوع من اللحوم أو الدجاج لأنها تُعادلها، على عكس الأطباق الأخرى.

“اللي بِدْري بِدْري واللي ما بدري بقول كف عدس”

الباحث في التراث الفلسطيني حمزة العقرباوي يسرد قصة هذا المثل الشعبي القديم، ويوضح أن لحضور العدس الطاغي في المجتمع الفلسطيني أثره على حياتهم وأمثالهم وطُرفهم وحكاياهم، ويقول: “في إحدى الأيام، قام أحدهم بالاعتداء على امرأة أحد الفلاحين، وعندما لحق به ليقتله، حمل “المعتدي” بيده حفنة من العدس أثناء هربه، وكلّما مرّ على أناس وبيده العدس وخلفه الفلاح يحمل سيفه، قال الناس بتعجّب “يُريد قتله من أجل كف عدس!”، فردّ الفلاح قائلاً: “اللي بِدري بِدري واللي ما بِدري بقول كف عدس”، فأصبح مثلاً شعبياً.

“لسه ذراعك ما انتلى عدس”

أما عن هذا المثل، فيقول العقرباوي إن اكتمال الرجولة مرتبط بأكل العدس عند الفلاحين لا بلحوم الضأن، حيث كان كبار السن يقولون للشباب: “لسه ذراعك ما انتلى عدس” (بمعنى أن ذراعك لم تمتلئ بالعدس في إشارة للقوة)، وأيضاً كانوا يقولون “لسّاتَكْ بدّك فَتْ عدس” (أي أنك تحتاج الكثير لتُصبح قويّاً).

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: