هيئة العمل الوطني تحذّر من "لجنة مخاتير" شكّلتها بلدية الاحتلال بالتعاون مع "الشاباك"
القدس المحتلة - القسطل: دعت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، إلى مقاطعة “لجنة المخاتير” التي عيّنتها بلدية الاحتلال بالتعاون مع المخابرات “الإسرائيلية”، كواجهة لها للسيطرة على المجتمع المقدسي.
وقالت الهيئة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن وتيرة الإجراءات “الإسرائيلية” لتهويد مدينة القدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها تتسارع، وفي سبيل ذلك كثفت سلطات الاحتلال من إجراءات التهجير الجماعي وهدم البيوت وترهيب المقدسيين ليهدموا بيوتهم بأيديهم تحت سيف الابتزاز المادي.
وأضافت أن سلطات الاحتلال قامت أيضًا بـ”إطلاق العنان للمستوطنين في عربدتهم تجاه أبناء شعبنا، وشرعت في فرض مشروع تسوية الملكيات في القدس لتضع "حارس أملاك الغائبين" التابع لها شريكاً للمقدسيين في أملاكهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل، وشرعت بتعزيز البؤر الاستيطانية والبنى التحتية للمستوطنات على حساب الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس فقطعت أوصال الأحياء والبلدات المقدسية”.
وأوضحت الهيئة أن “بلدية الاحتلال وفي إطار حربها الشاملة والوجودية على المقدسيين عبر تمزيق النسيج الاجتماعي المقدسي، تمضي بالتعاون مع جهاز المخابرات "الشاباك" في تشكيل قائمة من المخاتير المقدسيين في كل الأحياء والبلدات، تضم 20 مختاراً، جرى انتقاؤهم من جهاز المخابرات بعناية؛ في محاولة لتصديرهم للمشهد الاجتماعي المقدسي ليكونوا مرجعية للمقدسيين وليسهموا في حل المشاكل العائلية ونزاعات ملكيات الأراضي كمدخل لنفوذهم وسيطرتهم، ومن ثم جرّ المقدسيين إلى المشاركة في احتفالات بلدية الاحتلال ومهرجاناتها وبرامج "التعايش" التابعة لها، فتمسي بالتالي هي المرجعية الفعلية للحياة الاجتماعية المقدسية عبر أولئك المخاتير”.
وكانت هيئة العمل الوطني والأهلي قد أصدرت في العام الماضي بياناً تحذيرياً من “دور بعض المخاتير وتعاونهم مع "المراكز الجماهيرية" التابعة لبلدية الاحتلال في تمرير مخططات هيكلية ومخططات التسوية من خلال إغراء الناس بمصالح مادية فردية؛ وهي كلها أوهام نفعُها مؤقت لكنها تنتهي إلى تعزيز سيطرة بلدية الاحتلال لتزيد من وتيرة الطرد والهدم والاستيطان والعدوان على المسجد الأقصى المبارك والمقابر والأوقاف والكنائس”.
وجاء في بيان الهيئة “أمام التطورات الأخيرة التي شهدنا خلالها مشاركة بعض أولئك المخاتير في الحفل الذي أقامته بلدية الاحتلال بمناسبة الأعياد المسيحية، فإننا ندعو أبناء مدينة القدس وكل فلسطين إلى المقاطعة الشاملة لأولئك المخاتير، على المستوى الاجتماعي والمادي والمعنوي، باعتبارهم ممثلين مباشرين للاحتلال محسوبين عليه وليسوا جزءاً من صفنا الوطني والمقدسي بأي حال، وباعتبار كل مكسب مادي فردي يقدمونه يقصد استحداث ثغرة في جدارنا المجتمعي لصالح المحتل مباشرة، فمعظم الحاجات الفردية للمقدسيين لم تكن لتنشأ من الأساس لولا عدوان بلدية الاحتلال وإجراءاتها التي تسلبهم ملكياتهم وتمنعهم من البناء وتلاحقهم بالغرامات والعقوبات ومعاول الهدم، واليوم تأتي بلدية الاحتلال لتحصد ما زرعت من أزمات في حياتنا عبر أولئك المخاتير”.
وأضاف البيان “في الوقت عينه، وأمام هذه الهجمة المسعورة على القدس وأهلها بما يحافظ على ثوابتنا وتماسكنا المجتمعي، فإننا ندعو المؤسسة الفلسطينية الرسمية وكل القوى والفعاليات الوطنية والأهلية إلى تكثيف تواصلها وتعزيز جهودها في تشكيل لجان الإصلاح العشائري والتوسط لحل نزاعات الملكيات لحماية السلم الأهلي والمجتمعي في كل حي وبلدة مقدسية، من شخصيات لها حضور وطني ومجتمعي وشعبي وعشائري”.
كما دعت الهيئة “المؤسسات والقوى العربية والإسلامية إلى دعم مدينة القدس وأهلها، والالتفات إلى هذا المخطط لإفشاله وإسقاطه، كما سقطت روابط القرى أمام الإرادة الشعبية من قبل”.