كيف ردت المرابطة المقدسية حلواني على قرار إبعادها عن الأقصى؟
القدس المحتلة- القسطل: كثير من السرديات التي يرويها أصحابها، تحتمل المبالغة، والنقد، وأحيانا المراجعة، فالبطولات في هذا الزمن الرديء نادرة، لكن حين تجد في رواية عدوك ما يشير إلى بطولتك وصمودك وعدم اكتراثك بالهالة التي يريد أن يكرسها في وعيك، فهذه هي الحقيقة التي لا تقبل التأويل.
"لعنة الله عليكم" هي كلمات البطولة لرواية طويلة من الاستهداف والتضييق، هي رد المعلمة هنادي حلواني، الوحيد، المختصر والمكثف، على قرار الاحتلال إبعادها عن المسجد الأقصى. لم تقل هذه الكلمات أمام الكاميرات أو في استعراض مواقفي، بل وجهتها لمحققي الاحتلال وجها لوجه في مكاتب تحقيقهم.
في حدود الساعة السابعة من صباح أمس، اعتقلت قوات الاحتلال المرابطة المقدسية حلواني أثناء خروجها من المسجد الأقصى عبر باب الأسباط، واقتادتها للتحقيق في مركز "القشلة" غربي القدس المحتلة.
وبحسب وثيقة التحقيق معها، والتي حصلت عليها "القسطل"، فإن الاحتلال متخوف من وجودها في الأقصى، لأن في نيتها، كما يدّعي، التحريض على المواجهات و"الإخلال بالقانون".
تصف المعلمة حلواني التحقيق الذي أُجري معها بـ"الصوري"، هي تراه كذلك، لأنها أصبحت متمرسة على أساليبهم واستدعاءاتهم وتحقيقاتهم. تقول إنهم فتَّشوا حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بحثوا في صورها مع طالباتها في مصلى باب الرحمة، دون أيصلوا لمرادهم بـ"ضبط مادة اتهام".
لكن حلواني لا تقبل إلا وأن تهزأ بالاحتلال، حتى في الزمن الذي يظنون أنه يجلب الأمن والهيبة لهم، زمن الاحتجاز، وتروي لـ "القسطل" كيف أنها كانت تحمل كتبها الدراسية فاحتجزها أحد عناصر الاحتلال لمدة ساعة، فطلبتها منه، فقال لها: "كتبك أهم من الدين؟"، فردت: "لا ليس أهم، ولكن أهم من تحقيقاتكم التافهة".
ترى المعلمة والمرابطة حلواني أن قضيتها جزء من كل، فالاحتلال يهدف بإبعادها وغيرها لتفريغ مصلى الرحمة والمسجد الأقصى من المصلين، وهي تعرف السر ولا تخفيه، فتقول لـ "القسطل": "شعروا أن وجودي في مصلى الرحمة يُشكل خطراً؛ حيث تلتفّ حولي مجموعة من الطالبات.. يدَّعون بأنني أقوم بتحريضهنّ".
وعقب ساعات من التحقيق، سلّمت سلطات الاحتلال حلواني قراراً يقضي بإبعادها عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، قابلة للتجديد لـ 6 شهور أخرى.
لكنها وقد تعلقت بالأقصى روحاً وقلباً ووعياً، ترى أن "هذا القرار ظلم وأشد الظلم.. أبعدوني مرة تلو المرة لمدة تصل لـ7 سنوات ونصف.. عُدت إلى جنَّة الدنيا قبل 34 يوماً فقط.. قرار إبعادي هذا يعني أنّي سأُحرم من قضاء شهر رمضان والعيد في المسجد الأقصى.. نصف سنة جديدة بدون الأقصى.. قمة الظلم تقع على شخص مقدسي يعيش قرب أبواب المسجد الأقصى، ويعتبره منزله الأول".
وفي القدس لا نعرف سوى الصمود والثبات، تختتم حلواني، مُرددة: "سأستمر بالرباط على أبواب الأقصى.. بدأت بذلك منذ الأمس رغم من برودة الأجواء.. لن تنتهي قرارات الاحتلال حتى يزول كيانه بشكلٍ كامل".
يشار إلى أن مخابرات الاحتلال قضت اليوم الخميس، بمنع المعلمة المقدسية هنادي حلواني من السفر خارج البلاد لمدة شهر قابلة للتجديد، عقب استدعائها للتحقيق في غرف “4” بمركز المسكوبية.
. . .