البكري: مصابو الكورونا في الأسر يواجهون الاهمال الطبي

البكري: مصابو الكورونا في الأسر يواجهون الاهمال الطبي
القدس المحتلة-القسطل: بعد أن تلقت عائلة الأسير محمد البكري، خبر إصابة نجلها و90 أسيرا بفيروس كورونا في سجن "جلبوع" الإسرائيلي، بات الخوف والقلق على صحة محمد يسيطران على حياتهما، وتمر الأيام ثقيلة عليهم، بانتظار معلومات تُبرّد قلب والديه بشفاء محمد من الفيروس. في الأول من الشهر الجاري، توجهت علا البكري والدة محمد لزيارته في سجن "جلبوع"، كانت إدارة السجن تفرض إجراءات مشددة على أهالي الأسرى، وسط التزام السجّانين بالإجراءات الوقائية، وهو ما أثار حفيظة والدته التي ساورتها الشكوك بوصول فيروس كورونا للمعتقل. على مقعد اسمنتي جلست علا البكري، يقابلها نجلها الأسير محمد، لتلاحظ الشحوب على وجهه، فسألته إذا ما كان يشعر بالبرد؟ ليجيبها بالنفي، مبينا لها أنه متوترٌ بسبب قلقه على أصدقائه الذين يعانون من أعراض الانفلونزا، فردت عليه قائلة:"ليكون كورونا؟"، ونفى ما كان أصابهم دون معرفتهم. تقول البكري لـ"القسطل" في الزيارة كان ينظر محمد شمالا ويمينا، دون أن تلتقي أعيننا طيلة الفترة، كان لا يريد أن نرى التعب في عيونه". بعد يوم الزيارة، بدأت صفحات التواصل الاجتماعي تتداول خبر إصابة عدد من أسرى سجن جلبوع بفيروس كورونا، ليكن وقع الخبر صادما على العائلة التي بدأت تتواصل مع تلك الصفحات لمعرفة أسماء المصابين. إحدى صفحات "الفيسبوك" المختصة بأخبار الأسرى أرسلت أسماء المصابين لوالدة الأسير محمد البكري، ولم يكن من بينها، لكن خلال المراسلات أخبروها أن إدارة السجن أخذت عينات لفحص الأسرى في قسم "3" وهو القسم الذي يتواجد فيه نجلها، وستظهر النتائج في اليوم التالي. بعد إعلان إصابة ما يزيد عن 70 أسيرا في سجن "جلبوع" بفيروس كورونا، كان محمد وسبعة من أسرى مدينة القدس أيضا من ضمن أسماء المصابين، لتبدأ عائلته بالتواصل لمعرفة أي معلومة عن أوضاعهم الصحية، ليتم إعلامهم بأن المرض في مراحله الأخيرة، وأن الأسرى مصابون منذ ما يقارب 10 أيام بالفيروس. تقول والدة محمد:"لا نهارنا نهار وليلنا ليل، لا نملك شهية للأكل، ولا أستطيع أن أعدّ العديد من وجبات الغداء لأنها تذكرني بأبنائي الأسرى، أبكي بحرقة من الداخل ولا أظهر لبقية أبنائي، أما محمد وشقيقه أحمد يقولون لنا فداء الأقصى وفداء القدس". حمّلت عائلة البكري سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى المصابين، إذ تعمدت إدارة السجون ممارسة الاهمال الطبي بحقهم، وعدم أخذ عينات لهم لمعرفة إذا ما كانوا مصابين بالكورونا، وهو ما ساهم في تفشي المرض في القسم. تخشى عائلة البكري أن ينتشر فيروس كورونا في المعتقلات، وبعد إصابة محمد في جلبوع، باتت قلقة على نجلها أحمد الذي يقبع في سجن النقب، إضافة للأسرى المرضى وكبار السن. بدوره، قال عزمي البكري، والد محمد:"في الزيارة كان التعب واضحا على محمد، وكذلك زملائه الأسرى، سألته إذا كان ما يشكو من شيء، فأجاب أنه مصاب بأعراض انفلونزا". وأشار لـ"القسطل" إلى أن الأسير محمود عبد اللطيف، كان المرض قد أعياه، وطالب إدارة السجن بنقله للعيادة، وهناك أخبره الطبيب أنه مصاب بانفلونزا عادية، دون أن يوفر له أي دواء، واكتفى بنصحه بشرب الماء والملح و"المضمضة"، ثمانية أيام كان الأسرى مصابين، والإدارة مارست الاهمال بحقهم. يقول عزمي البكري، والد الأسير محمد:"الأسرى مهمشون، وكل الأمراض تأتي من السجانين، وهم من ينقلون المرض للأسرى، نطالب بمتابعة الأسرى والاهتمام بقضيتهم".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: