اعتُقل بعدد سنين عمره.. الشاب فيراوي فضّل السجن على حريّته والعمل لدى الاحتلال

اعتُقل بعدد سنين عمره.. الشاب فيراوي فضّل السجن على حريّته والعمل لدى الاحتلال

القدس المحتلة - القسطل: غادر المنزل صباحًا، كان هذا اليوم مختلفًا فهو لن يُسافر إلى بلاد أخرى غير بلاده، وفي كل محطّة سيتّصل بوالدته وسيطمئنها عنه، بل سيبقى في وطنه المسلوب، وسيزجُّ به المحتل في سجونه المُقامة على أراضينا المحتلة.

عيسى فيرواي (20 عامًا) ابن البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، اعتُقل بعدد سنين عمره منذ أن كان طفلًا في الـ12، وبدلًا من أن يعيش طفولةً جميلة، ترتبط ذكرياته بالمعتقلات ومراكز التوقيف والاعتداءات بالضرب من قبل جنود الاحتلال وغيرها من التفاصيل المؤلمة.

صباح اليوم، غادر فيرواي بيته مودعًا عائلته ووالدته التي قالت لـ”القسطل” إن وجوده في السجن أمر موجع وصعب للغاية، لكنها لا تُعبّر عن ذلك، وتُخفي وجعها داخلها كي لا تُثبّط من معنويات نجلها عيسى”.

وأضافت أن الاحتلال حاول مساومة نجلها على العمل لدى “حكومته” لكنه لم يرضَ بذلك، وفضّل السجن على حريّته وهو يعمل عندهم بـ”المجّان”.

حكمت محكمة الاحتلال بسجن فيراوي فعليًا مدة ستة شهور بعد أن قضى شهورًا في الحبس المنزلي، فحُرم من العمل ومن الخروج مع أصدقائه.

وقال فيراوي لـ”القسطل”: “حُكمتُ مدّة 6 شهور على أن أسلّم نفسي اليوم في سجن الرملة. عرضوا عليّ أن أعمل لديهم مجانًا لمدة ستة شهور، إضافة لدفع مبلغ عشرة آلاف شيقل، لكني لم أقبل ذلك”.

وأوضح أنه تعرّض لسلسلة من الاعتقالات منذ أن كان عمره 12 عامًا، وكانت التهم التي توجّه له من قبل نيابة الاحتلال تتعلق إمّا بالدفاع عن المسجد الأقصى، ضرب مستوطنين، تحريض، رفع أعلام فلسطينية، أو أعلام وطنية.

فيراوي يسكن في حي باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وهو من المناطق التي تشهد احتكاكاً مع جنود الاحتلال بشكل مستمرّ، وفي كل حدث تقتحم قوات الاحتلال الحي وتعتقل عددًا من سكانه، من بينهم فيراوي الذي اعتُقل نحو 21 مرة.

قبل مغادرته منزله صباح اليوم قال لـ”القسطل”: “من الصعب علي أن أترك أهلي وأصدقائي وأحبابي، بس الواحد بدو يتحمّل.. اللي بدو يصمد بصمد، واللي بدو يعيش بكرامة بعيش”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *