خالد الزير يوثق بكاميرته معاناة المقدسيين
القدس المحتلة-القسطل: في سعيه المتواصل لكشف الحقيقة وإيصال صوت الحق، أخذ الناشط المقدسي خالد الزير على عاتقه مهمة توثيق الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه في القدس المحتلة، ونقل معاناة السكان، من خلال كاميرا هاتفه، متنقلا في أحياء وبلدات المدينة.
بدأ خالد الزير مشواره في التوثيق عام 2013، بعد أن هدمت سلطات الاحتلال منزله في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، ما أدى لتشرده وأطفاله الخمسة، لينتقل بعدها للسكن في كهف، إلا أن سلطات الاحتلال واصلت مطاردتها له، فأصبح ملاحقا من قبل "سلطتي الطبيعة والآثار الإسرائيلية" وبلدية الاحتلال والمستوطنين.
ما عاشه خالد من معاناة وملاحقة واعتقالات، دفعته لتوثيق ما يحدث في مدينة القدس من انتهاكات بحق البشر والحجر، فأصبح يحمل هاتفه ويوثق الأحداث عبر كاميرته، ويكشف الحقائق، ويوصل صوت المقدسيين الذين يطلقون صرخاتهم، مطالبين الالتفات لما يجري في القدس.
يقول خالد لـ"القسطل":"التوثيق هو أهم شيء في هذه الحرب الدائرة مع الاحتلال، لأنها تساعد في إظهار الحقيقة وما يحدث من اعتداءات وانتهاكات، وتكشف الحقائق، وتساعد المقدسيين المنكوبين المقهورين والمضطهدين في إيصال صوتهم للمسؤولين، وأحاول أن أكون صوتهم غير المسموع".
ويضيف لا تقتصر عملية التوثيق على الجانب السياسي في المدينة، بل أيضا أسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية، ولا ينحصر الأمر في سلوان وأحيائها، بل كل مكان في مدينة القدس.
يعمل خالد الزير في مركز معلومات وادي حلوة في قسم الصيانة، لكنه أصبح يوثق أيضا الانتهاكات، ويتحدث عن تقصير المؤسسات ويطالبها بالقيام بواجبها تجاه المقدسيين.
قبل نحو أربع سنوات تحدث خالد عبر صفحته في "فيسبوك" عن منازل المقدسيين في سلوان التي تصدّعت بفعل الحفريات تحت الأرض، وبعد مناشدات لسنوات، استجابت عدة جهات وبدأت بترميم هذه البيوت بتمويل منها.
ومن القضايا التي يتابعها خالد الزير باستمرار عبر صفحته، مقبرة باب الرحمة وما تواجهه من محاولات للاستيلاء عليها، وما يشهده حي وادي الربابة من محاولات تهويد.
يعتبر خالد أن التوثيق والتصوير مهم جدا، ولو لم يكن يوثق بالكاميرا ما يحدث من انتهاكات واعتداءات، لكان هو أحد الأشخاص الذين تم اعتقالهم بتلفيق تهم من المستوطنين وشرطة الاحتلال.
في إحدى المرات التي كان خالد يوثق فيها اعتداءات المستوطنين في مقبرة باب الرحمة، اعتدت شرطة الاحتلال عليه بالضرب، ما تسبب بمشاكل لديه، ووجهت له تهمة بالاعتداء عليها، رغم أن يملك فيديو يثبت كذبهم.
يقول:"التهديدات والملاحقات ما زالت مستمرة بحقي، لكن ما أقوم به رسالة حق لا بد من المواصلة فيها، رغم كل الصعوبات. أنا في الوقت الحالي أقطن في بيت من الصفيح بمساحة 45 مترا مع أطفالي الثمانية، وما زال وجودنا مهددا، وهذه المعاناة التي يعيشها المقدسي لا بد من توثيقها للعالم".
. . .