"الوضعُ مؤلمٌ جداً".. عائلة الأسيرة المقدسية إيمان الأعور بعد وفاة والدتهم
القدس المحتلة- القسطل: تمنت لو أنها احتضنت ابنتها وهي تتنسّم الحرية، لكن الموت كان أقرب، حيث توفيت والدة الأسيرة المقدسية إيمان الأعور قبل رؤيتها محررة.
توفيت مساء أمس، الحاجة المرابطة والصابرة نعيمة فطافطة، والدة الشهيد محمد والأسيرين المحررين موسى وكايد، ووالدة الأسيرة إيمان المحتجزة في سجن "الدامون".
شُيع جثمان الحاجة فطافطة من المسجد الأقصى بعد صلاة الظهر، ووارى الثرى في مقبرة السواحرة بالقدس المحتلة إلى جانب جثمان نجلها الشهيد محمد.
يقول نجلها الأكبر إياد لـ "القسطل" متألّماً: "كانت والدتي علماً من أعلام سلوان على مدار 32 عاماً.. وهي والدة أول شهيدٍ في البلدة.. عانت كثيراً من الأمراض، ومن أسر أبنائها موسى وكايد".
ويشير إلى أن والدته صبرت كثيراً في حياتها، حيثُ توفيت وهي تتمنى رؤية ابنتها الأسيرة إيمان. ولكن شاء القدر أن يتكرر ذات المشهد وذات الغصَّة التي عاشتها العائلة بوفاة والدهم.
ويتابع: "الوضع مؤلمٌ جداً؛ عندما فقدنا والدي كان شقيقاي خلف القضبان، ولم يستطيعا إلقاء نظرة الوداع عليه.. اليوم، رحلت والدتي وشقيقتي إيمان خلف القضبان، لم تُقبلها قبلة الوداع الأخيرة، علماً أنها ستُعانق الحرية بعد نحو 40 يوماً".
"الحمدلله عاشت حرة، وماتت حرة، خنساء فلسطين وخنساء القدس.. ضَحَت كثيراً وتوفيت وهي تُضحي"، بهذه الكلمات المليئة بالصبر والفخر في آنٍ واحد يصف نجلها فطافطة والدته.
وفي هذه المناسبة الحزينة، قالت لجنة أهالي أسرى القدس: "كانت أم محمد مثال الأم الفلسطينية المناضلة، ودّعت فلذة كبدها محمد في الانتفاضة الأولى شهيداً، فصبرت واحتسبت".
وأضافت أنها استمرت في نهجها تغرس حب الوطن في قلوب أبنائها وبناتها، فاعتقل موسى وكايد لسنوات، وكانت تلحق بهم من سجن إلى آخر بالرغم من شدة مرضها إلى أن تحقق حلمها بتحررهم".
يذكر أن الشهيد محمد فطافطة ارتقى شهيداً في بلدة سلوان بتاريخ 20-6-1990. كما اعتقلت قوات الاحتلال ابنتها الأسيرة ايمان الأعور المحتجزة في سجن "الدامون" في 17-6-2020 وتقضي حكماً بالسجن لـ22 شهراً.
. . .