معظمهم من القدس والداخل.. "صدى سوشال": 390 فلسطينياً اعتُقلوا على خلفية منشوراتهم العام الماضي
القدس المحتلة- القسطل: كشف مركز "صدى سوشال" أن عام 2021 شهد تواطؤاً واضحاً بين إدارات مواقع التواصل الاجتماعي والاحتلال، وأظهر انحيازاً عميقاً ضد الفلسطينيين والمحتوى الرقمي الخاص بهم.
وقال المركز في تقريره السنوي إن: "التواطؤ بين إدارات مواقع التواصل الاجتماعي ودولة الاحتلال وصل حدوداً جديدة، وتجاوز وجود خوارزميات منحازة ضد الفلسطينيين، إلى الاستجابة المباشرة لطلبات سلطات الاحتلال التي سعت لإسكات الأصوات التي تحاول فضح جرائمها".
وبيَّن أن إدارة "فيسبوك" استجابت لـ 90% من طلبات الاحتلال الموجهة ضد المحتوى الفلسطيني، مُشيراً إلى التواصل المباشر بين وزراء في حكومة الاحتلال مع إدارات هذه المواقع، مثل اجتماع وزير القضاء مع إدارة "فيسبوك" و"تيك توك"، والتي تبعها إغلاق إدارة الموقع لحساب "شبكة قدس الإخبارية"
كما رصد المركز تراجع وصول صفحات كبرى على "الفيسبوك" إلى أكثر من 50%، وهو ما اعتبره خبراء مؤشراً على سياسة التضييق على المحتوى الفلسطيني.
شكاوى وتقيداتٌ مستمرة
وأوضح المركز أنه تلقى 1593 شكوى تتعلق بانتهاكات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال عام 2021، مثلت زيادة بنسبة 32% عن الشكاوى التي تلقاها خلال عام 2020.
وتوزعت هذه الشكاوى بين المنع من بعض الخصائص كالبث المباشر والتعليق والمراسلة، إلى الحذف والحظر الكامل لبعض الحسابات والصفحات.
ووفقاً للتقرير، فقد تلقى المركز 1027 شكوى تتعلق بانتهاكات من منصتيْ "فيسبوك" و"إنستغرام"، لتُمثل انتهاكات شركة "ميتا" بفرعيها 64.4% من مجموع شكاوى الانتهاكات.
وتوزعت الانتهاكات للمحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل خلال عام 2021 على النحو التالي: 853 على "فيسبوك"، و455 على "تويتر"، و16 على "يوتيوب"، و174 على "إنستغرام"، و22 على "واتساب"، و2 على "سكايب"، و72 على "تيك توك".
مهاجمةٌ أثناء تغطية أحداث القدس
وبالرغم من تكرر الدعوات لوقف الانحياز وإنصاف المحتوى الفلسطيني، صعَّد "فيسبوك" تعديه وهجومه على كبرى المنصات الإعلامية الفلسطينية أثناء تغطيتها للأحداث في القدس المحتلة، خلال شهري أيار/مايو وتشرين الثاني/ نوفمبر.
وقام "فيسبوك" بتغييب عددٍ من الصفحات الإخبارية، وفرض قيود النشر والوصول على الصحفيين والنشطاء تحديداً؛ في محاولةٍ لإسكات الأصوات ووقف انتشار الأخبار بدعوى انتهاك معايير وسياسات الموقع.
وشهد شهر أيار/ مايو الذي اندلعت فيه الحرب على قطاع غزة، والهبّة في الداخل والقدس والضفة، أعلى نسبة انتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني وصلت إلى 780 انتهاكاً، طالت حسابات فلسطينية وأخرى مناصرة للقضية الفلسطينية، وفقاً للتقرير.
اعتقالٌ على خلفية المنشورات
وخلال العام 2021، صعدت سلطات الاحتلال بشكلٍ كبير من ملاحقتها للفلسطينيين بسبب آرائهم ونشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً موقع "فيسبوك".
ورصد المركز اعتقال الاحتلال 390 فلسطينياً معظمهم من القدس والداخل الفلسطيني على خلفية منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تقتصر إجراءات الاحتلال على استخدام هذه المنشورات في التحقيق، أو تحويلها لموادٍ اتهامية في المحاكم العسكرية، بل شملت الاشتراط على العديد منهم قبل إطلاق سراحهم وقف استخدام مواقع التواصل لفتراتٍ تُحددها المحاكم، بجانب الغرامة المالية والحبس المنزلي.
. . .