"ذهبت في مهب الريح".. الاحتلال يُجبر عائلة عبيد على هدم منزليها في العيساوية
القدس المحتلة- القسطل: سبعة أفراد من عائلة عبيد كانوا يحلمون بالعيش في أمنٍ وأمان في منزليهما، في بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، لكن قرارات الاحتلال الجائرة حطمت هذه الأحلام قبل اكتمالها.
إحدى الشقتين كان سيسكنها عريس جديد، أنفق كل ما يملك وكل "نقوط" عرسه هو وزوجته من أجل هذا البناء، حلما بأن يعيشا معاً في منزلٍ خاص يأويهما بعيداً عن تكلفة الإيجارات الباهظة في العاصمة المحتلة.
يُحدّث والد صاحب المنزلين عايش عبيد "القسطل" عن التفاصيل قائلاً: "قمنا ببناء هذا المنزل المكون من شقتين لأبنائي من أجل إيوائهم وعدم التشرّد في الإيجارات، ولكننا تفاجأنا بوجود أمر وقف بناء من بلدية الاحتلال، و اضطررنا لوقفه".
وبعد أسبوعٍ ونصف واصلت بلدية الاحتلال تضييقاتها على عائلة عبيد، وسلّمتهم أمراً يقضي بهدم المنزلين، ومن ثُمّ تحوّلت القضية إلى محكمة البلدية، ونجحت العائلة بتجميد قرار الهدم لمدة شهر.
ويتابع عبيد متألّماً: "بعد انتهاء الشهر رفضت البلدية رفضاً قاطعاً تمديد المهلة، ومنحونا مدة 48 ساعة فقط من أجل تنفيذ الهدم قسراً، وإلّا ستقوم آلياتهم بهدم المنزلين مقابل غرامة باهظة".
"مُجبرٌ أخاك لا بطل.. تجنباً للتكاليف الباهظة التي تفرضها علينا بلدية الاحتلال، وتجنباً لردة فعل أبنائي عند مشاهدة آليات الاحتلال وهي تهدم تعب عمرهما.. اُجبرنا على الهدم قسراً"، بهذه الكلمات يصف المقدسي عبيد شعوره في هذه اللحظات.
يصمتُ قليلاً ويردد بحرقة لـ "القسطل": "نسأل الله أن تكون في ميزان حسناتنا.. حسبي الله ونعم الوكيل.. لا حول ولا قوة إلا بالله".
أما عن التكاليف التي تكلفتها العائلة من أجل بناء الشقتين، فبلغت ما يقارب الـ 100 ألف دولار، حيثُ أن الطريق صعبةٌ، وتكاليف البناء تُصبح مضاعفةً في منطقة سكنهم في بلدة العيساوية.
ويختتم عبيد حديثه بألمٍ وقهر: "كان من المفترض أن تأوي عائلتين.. عائلة مكونة من 5 أفراد، والثانية عريس جديد أنفق كل ما يملك هو وزوجته من أجل بنائها.. كل شيء نملكه، ذهب في مهب الريح".