كانون الثاني .. شهيدٌ و220 حالة اعتقال و34 عملية هدم في القدس وضواحيها

كانون الثاني .. شهيدٌ و220 حالة اعتقال و34 عملية هدم في القدس وضواحيها
انتهاكات الاحتلال في القدس

القدس المحتلة - القسطل: شهد شهر كانون الثاني/ يناير الماضي 2022 انتهاكات جسيمة بحق أبناء العاصمة المحتلة، حيث صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على المقدسيين من خلال قمعهم واعتقالهم وهدم منازلهم.

وسجّل الشهر الماضي بحسب توثيق شبكة “القسطل” الإخبارية، استشهاد فلسطيني من مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس المحتلة، وتسجيل نحو 220 حالة اعتقال في العاصمة وضواحيها إلى جانب انتهاك حُرمة المسجد الأقصى واقتحام الآلاف لباحاته.

شهيد كانون ..

إثر اقتحام العشرات من قوات الاحتلال لمخيم قلنديا شمالي القدس في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وإغراق المكان والمنازل والشبّان بالرصاص والقنابل الصوتية والغازية، اختنق العشرات بغاز الاحتلال السام، من بينهم الفلسطيني فهمي حمد (57 عامًا) حينما كان في علاج داخل إحدى العيادات.

نُقل إلى إحدى مشافي رام الله، وهناك تم الإعلان عن وفاته واستشهاده اختناقًا بغاز الاحتلال السام.

انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى..

وثّقت شبكة القسطل اقتحام 3078 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر كانون الثاني الماضي، وسط حماية الاحتلال وجنوده.

وأوضحت الشبكة أن مئات المستوطنين انتهكوا حرمة المسجد الأقصى خلال الشهر الماضي، حيث تمت الاقتحامات من “باب المغاربة” الخاضع لسيطرة الاحتلال بشكل كامل، ثم جولات استفزازية للمصلين في الباحات، حتى الوصول والخروج من “باب السلسلة”.

وبيّنت أن مستوطنين وطلاب معاهد دينية توراتية ومن يعملون في حكومة الاحتلال وسلطة “الآثار” التابعة له، وام تسميهم شرطة الاحتلال بـ”ضيوفها”، كان ضمن مُقتحمي المسجد الأقصى هذا الشهر.

وأثر تساقط الثلوج في العاصمة المحتلة، ضيّقت قوات الاحتلال على المقدسيين خاصة الشبّان دخولهم للمسجد الأقصى الذي اكتسى بالثلوج، وعاشوا فيه أجواءً مُبهجة، نغّصتها الشرطة بسماحها للمستوطنين باقتحام المسجد، واعتقال شابين، واحتجاز هويات العشرات، وعدم السماح لآخرين بالدخول.

قرارات الإبعاد..

واصلت سلطات الاحتلال ملاحقة الشبّان والمحررين من خلال سياسة الإبعاد بكافة أشكالها سواء عن المسجد الأقصى وحرمانهم من التواجد والصلاة فيه، وكذلك إبعادهم عن القدس أو الضفة المحتلة.

ووثقت الشبكة إصدار سلطات الاحتلال 17 قرار إبعاد مختلفة، من بينها؛ 8 قرارات إبعاد عن حي الشيخ جراح، 3 قرارات إبعاد عن مدينة القدس لأسرى محررين، وقرار إبعاد واحد عن الضفة، وخمس قرارات إبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة.

أمّا عن مدّة قرارات الإبعاد فتفاوتت ما بين خمسة أيام وستة شهور.

اعتقالات ..

وثّقت “القسطل” اعتقال شرطة ومخابرات وجيش الاحتلال نحو 220 فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة وضواحيها خلال الشهر الماضي، من بينهم أطفال وسيّدات.

وتعرّض بعض المعتقلين خلال عملية اعتقالهم للضرب والتنكيل من قبل جنود الاحتلال وأيضًا أثناء اقتيادهم والتحقيق معهم، منهم مُصابون برصاص الاحتلال المطاطي.

وكانت الاعتقالات تتم إمّا ميدانيًا أو من خلال اقتحام منازلهم في بلدات وقرى القدس، حيث شهدت أيام الثلج (الأربعاء والخميس (26 - 27 يناير) أكثر أيام كانون ثاني في أعداد المُعتقلين، واستكملت شرطة الاحتلال عملية الاعتقال في الثلاثين من الشهر ذاته.

وبلغ عدد المعتقلين خلال هذه الأيام الثلاثة نحو 74 معتقلًا من بلدات القدس وقراها، حيث اتهمهم الاحتلال برشق قواته بالثلوج والحجارة.

نقاط التماس مع المحتل ..

سجّلت القدس المحتلة وضواحيها نحو 60 نقطة تماس مكرّرة خلال الشهر الماضي، حيث شملت هذه المناطق الآتية؛ حزما، الشيخ جراح، البلدة القديمة، أبو ديس، العيساوية، مخيم قلنديا، سلوان، بيت دقو، الرام، قطنة، الطور، باب العامود، بلدة شعفاط، جبل المكبر، المسجد الأقصى، واد الجوز، صورباهر، حي المطار، أمام منزل رئيس بلدية الاحتلال في القدس، مستوطنة “معاليه أدوميم”، “جبعون هحدشاه”، حديقة “الجرس”، “نحلات شمعون”، مستوطنة “التلة الفرنسية”.

وأُصيب خلال الشهر الماضي نحو عشرين فلسطينياً برصاص الاحتلال واعتداءات المستوطنين التي لم تتوقّف، إلى جانب حالات الاختناق التي لا يُمكن حصرها بقنابل الاحتلال الغازية، خلال الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال للبلدات والقرى.

وتصدى الشبان لاعتداءات الاحتلال من خلال عمليات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية باتجاه جنود الاحتلال ومستوطنيه. وخلال الشهر الماضي أضاف الشبّان “الثلوج” إلى عمليات التصدي، حتى أقرّت مصادر عبرية بعدم قدرة الشرطة على صدّ شبّان القدس الذين “استهزأوا” بعناصر الاحتلال.

واستطاع الشبّان تسجيل إصابات مُباشرة في صفوف الاحتلال خلال الشهر الماضي، حيث تم توثيق إصابة 8 جنود ومستوطنين.

عمليات الهدم والتشريد..

وثّقت الشبكة هدم 34 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في مدينة القدس المحتلة وضواحيها خلال شهر كانون الثاني الماضي، من بينها عمليات الهدم القسري.

ووفقًا للشبكة، فإن عمليات الهدم القسري أو الذاتي -أي أن على المقدسي أن يهدم منشأته أو بيته أو مصدر رزقه بنفسه- ازدادت بسبب تهديدات الاحتلال للمقدسيين بفرض مخالفات مالية باهظة في حال قامت بلدية الاحتلال بعملية الهدم بآليّاتها، حيث تصل تلك المخالفات لعشرات آلاف الشواقل وأحيانًا مئات الآلاف.

وفقًا لتوثيق “القسطل” فإن عمليات الهدم طالت منشآت في كل من؛ الشيخ جراح، سلوان، صورباهر، عناتا، بيت حنينا، أراضي العيساوية الشرقية، الزعيم، جبل المكبر، العيساوية، أم طوبا، أراضي قرية الولجة التابعة للقدس، مخيم شعفاط، وادي الجوز، الطور.

أمّا عن التجريف، استمرّت ما تسمى بـ”سلطة الطبيعة” التابعة للاحتلال بالاعتداء على أراضي المقدسيين في وادي الربابة ببلدة سلوان، كما واصلت بلدية الاحتلال عمليات التجريف في أرض عائلة عليان في العيساوية.

يذكر أن بلدية الاحتلال لا تسمح للمقدسيين بالبناء أو توسعة منشآتهم السكنية أو التجارية وتقوم بهدمها بحجة عدم الترخيص، رغم أنها لا تُعطي أي تصريح للفلسطينيين للبناء في مدينة القدس المحتلة.

وفي حال منحت ترخيصًا لأحدهم فإن عليه دفع مبالغ طائلة فقط، قبل أن يضع حجرًا في المنشأة التي يودّ بناءها، مع ذلك يواصل أهل المدينة صمودهم وتحدّيهم للاحتلال، فكلّما هدم لهم الاحتلال بيتًا، بنوا بيوتًا أخرى، دون كلل أو ملل.

ورغم أن بلدية الاحتلال بهدمها للمنشآت تشرّد الرجال والأطفال والنساء وكبار السّن، وتهدم ما بنوه في سنوات عمرهم خلال ساعات قليلة، إلّا أنهم يصمدون وينصبون خيمة مقابل بيوتهم المهدّمة رفضًا لسياسية الاحتلال في تهجيرهم قسرًا.

فصل من العمل..

قضت سلطات الاحتلال بفصل الناشط المقدسي رمزي عباسي من عمله كمعلّم في مدارس القدس، على خلفية قضية تتعلّق بالمسجد الأقصى قبل عامين ونصف.

وتسلّم عباسي قرارًا يقضي بتوقيفه عن العمل لـ”إضراره بالجمهور العام والعملية التعليمية، وأنه “خطير” على أمن الدولة”، بحسب ادّعاءات الاحتلال.

كما تسلّم كذلك ورقة تتعلّق ببدء محاكمته في الثامن من آذار القادم على قضية سابقة أُغلقت في حينها، حينما أُصيب إثر اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى في عيد الأضحى وذلك يوم الـ11 من شهر آب عام 2019.

منع السّفر.. 

أصدرت سلطات الاحتلال قرارات بمنع السفر وتجديد أخرى خلال الشهر الماضي، حيث وثّقت الشبكة تجديد منع سفر كل من المقدسيين؛ ناصر الهدمي، حمزة زغير، ورامي فاخوري، كما تم تسليم المعلمة هنادي حلواني قرارًا بمنع سفرها أيضًا.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: