عائلة البشيتي..الحياة التي يحوّلها الاحتلال لكابوس
القدس المحتلة-القسطل: منذ سنوات ومنزل محمد البشيتي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، يتعرض لاستهداف متواصل من شرطة ومخابرات الاحتلال، في الوقت الذي أصبح أبناؤه يقبعون في مراكز التحقيق وسجون الاحتلال أكثر من تواجدهم في المنزل. وبين الاقتحامات، الاعتقالات، الإبعادات، الإعتداءات، والحبس المنزلي يعيش أفراد العائلة.
تقطن عائلة البشيتي في منطقة باب المجلس بالبلدة القديمة، ويطلّ منزلهم على المسجد الأقصى، لكنّ العائلة لم تنعم بالاستقرار والهدوء، ليحوّل الاحتلال حياتهم إلى كابوس.
الطفولة التي عاشها أبناء البشيتي: هشام، حاتم، وعبد الرحمن، لم تكن عادية، إذ حرمهم الاحتلال من اللعب في ساحات وأزقة البلدة القديمة، وأصبحوا هدفا لأجهزة الاحتلال.
في أول اعتقال لنجلهم البكر هشام (19 عاما)، كان عمره لا يتجاوز الثانية عشرة، وليواصل الاحتلال اعتقالاته له، فيما تعرّض لإبعادات عدة مرات، وما يزيد عن 20 حبسا منزليا، وليبعده الاحتلال عن المسجد الأقصى، أخرها لستة أشهر قبل اعتقاله مجددا.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان هشام يتواجد في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، حينها كان خارجا من صالون حلاقة، عندما هاجمه مجموعة من المستعربين من خلفه، وأبرحوه ضربا، ليتم تحويله لزنازين مركز "المسكوبية" التي ما زال يقبع فيها.
عقب اعتقال هشام ببضعة أيام، اقتحمت قوات الاحتلال منزل والده، وعاثت فيها خرابا، وحطمت محتوياته، واعتقلوا شقيقيه حاتم وعبد الرحمن، أما والدتهم التي كان الحزن يمزّق قلبها على نجلها البكر، رأت ابنيها يتم اقتيادهما أيضا لمراكز شرطة الاحتلال والتحقيق، لتقول لهم:"استودعتكم عند الله".
بعد اعتقال الأبناء داهمت قوات الاحتلال منزل محمد البشيتي، بعد إلقاء ألعاب نارية صوبهم، ليتم التحقيق معه عن من يقف خلف ذلك، لكن كان جواب محمد:"أولادي معتقلون، من سيلقيها زوجتي أم ابنتي!".
أفرجت سلطات الاحتلال عن حاتم وعبد الرحمن بعد ساعات من اعتقالهما، لتسلمهما سلطات الاحتلال قرار إبعاد عن البلدة القديمة.
تقول بينار البشيتي، والدة هشام لـ"القسطل" لا يمرّ أسبوع علينا، إلا ويقتحم الاحتلال منزلنا، إذ تم اقتحام الحارة أو الأقصى، يتم اقتحام المنزل، فرضوا على زوجي ضرائب ما قيمته مليون شيقل لا ندري بأي حجة".
تضيف في إحدى المرات اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا، وكانت ابنتي تتواجد فيه لوحدها وكان عمرها سبعة أعوام، ليتم ترويعها.
حاتم، وعبد الرحمن الذي يعاني من مرض السكري، تعرضا للحبس المنزلي والإبعاد عدة مرات، كما يتم الإعتداء عليهما بشكل متواصل، وخلال شهر فقط تعرضا للضرب خمس مرات، رغم أنهما في مرات عديدة كانا يقفان فقط لجانب والدها عندما يتم اقتحام باب المجلس.
بحرقة ودمعة غالبتها، تتحدث والدة هشام عن نجلها المعتقل، وكيف حرمه الاحتلال من التقدم لامتحانات الثانوية العامة مع زملائه، إذ كان معتقلا ومن داخل الأسر تقدّم للامتحانات، وفي اعتقاله الأخير، حرمه من استكمال تعليمه الجامعي، فهو طالب سنة أولى في كلية الإدارة والأعمال، ونال المرتبة الأولى على دفعته.
هشام الذي تصفه والدته "الحنون، يحب خدمة الأخرين، محبوبا في حارته، وبين طلبة الجامعة"، قبل اعتقاله كان يعمل حارسا في الليل ليدفع تكاليف تعليمه، وفي الصباح يتوجه لكليته، وفي أحيان قليلة تستطيع والدته الجلوس معه ورؤيته.
في اعتقاله الأخير، كان هشام الوحيد من بين المعتقلين الذي يخضع لجسات محاكمة سرية، ويُمنع من رؤية المحامي وعائلته، باستثناء أخر جلستين استطاعت والدته رؤيته لدقائق قصيرة.
تقول والدة هشام:"أريد من كل العالم، أن يسمع صوتي، من أم قلبها يحترق على أولادها".
. . .