بعد إبعاده 15 عاماً.. شيخُ الأقصى يعودُ إليه
القدس المحتلة- القسطل: متشوّقاً وعطشاً لرؤيته، دخله لأول مرةٍ بعد إبعاده عنه قسراً لأكثر من 15 عاماً، جاء مهرولاً من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل إلى معشوقته "القدس الحبيبة".
مع أذان المغرب، وصل شيخ الأقصى رائد صلاح "باب الأسباط" أحد أبواب المسجد الأقصى المُبارك، حاولت في حينها قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة تنغيص فرحته، وأوقفته قليلاً، ثُمَّ سمحت له بالدخول إليه.
أدى فيه الصلاة للمرة الأولى بعد غيابٍ طويل، وعقب ذلك تجمع عشرات المقدسيين لاستقباله والترحيب به، والتقطوا معه الصور وسط أجواءٍ مميزة ومليئةٍ بالبهجة.
ورصدت كاميرا "القسطل" تكبيرات المصلين والأهالي وهتافاتهم الترحيبية: "الله أكبر ولله الحمدلله.. شيخ رائد سير سير.. وإحنا معك للتحرير.. شيخ رائد علمنا.. مين بيحمي وطنا.. بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وحول شعوره في هذه اللحظات، قال الشيخ رائد صلاح لـ "القسطل": "الحمدلله الذي أذهب عنّا الحزن، الهم، الغم، وطول الشوق لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.. ها نحنُ نعيش في جنان المسجد الأقصى، فهو جنانٌ من العبادة، الذكر، الصلاة والتضرع إلى الله.. جنانٌ ما أعظمها وما أطيبها".
وتابع بصبرٍ وثبات: "نُؤكد أن قضية الإبعاد هي قضيةٌ مؤلمة نعم؛ ولكن لو اجتمعت كل قوى الاحتلال في كل العالم فإنها لن تستطيع أن تقطع الرباط القلبي بيننا وبين المسجد الأقصى المبارك".
ولفت الشيخ صلاح إلى أن عرقلة قوات الاحتلال لدخوله على الأبواب كانت متوقعةً؛ لأن كل احتلال في التاريخ ليس له سوى صفةً واحدةً، وهي صفة "الظُلم"، مُضيفاً: "أنا شخصياً لن أنتظر من الاحتلال الإسرائيلي غير ذلك".
وشدد على ثباته على عقيدته ورؤيته الإسلامية العربية الفلسطينية طوال حياته، وأنه عليها سيموت ويلقى الله.
مُردداً بصوتٍ مليءٍ بالفرح: "نحن مع كل زيارة نزور فيها المسجد الأقصى المبارك نُجدد العهد معه، ونؤكد لكل ذرة تراب فيه أننا معه في محيانا، في مماتنا، وحتى نلقى الله تعالى".
يذكر أن شيخ الأقصى عانق حريّته في 13 كانون أول/ديسمبر الماضي، بعدما قضى مدّة حكمه البالغة 17 شهراً في سجون الاحتلال، فيما يعرف بقضية “ملف الثوابت”، حيث اتهمته محاكم الاحتلال بالتحريض.
وفي حينها أكد الشيخ صلاح لـ "القسطل" أن “المسجد الأقصى المبارك سيبقى آية قرآنية حتى قيام الساعة، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب في هذه الهوية القرآنية، ولا يوجد أي مسلم في العالم يملك الاستعداد أن يُعيد النظر في هذه الثوابت القرآنية”.
. . .