باب الرحمة وإنعاش أوهام التقسيم المكاني للأقصى
مع اقتراب الذكرى الثالثة لفتح مصلى باب الرحمة بهبّة جماهيرية، اقتحمت قوة من مخابرات الاحتلال اليوم الأحد مقر لجنة زكاة القدس، التابعة للأوقاف الإسلامية، والقائم في الخلوة العلوية الموجودة فوق سطح مصلى باب الرحمة وعلى امتداده تقريباً.
جاء هذا الاقتحام بعد عدة ساعات من اعتقال مديرها خالد الصباح/ أبو سنينة، ونجله مصعب من منزلهما في صور باهر، فك الله أسرَهما.
صادرت مخابرات الاحتلال ملفاتٍ ومقتنيات من مقر لجنة الزكاة، وكانت تملك في حوزتها مفاتيح المقر.
في وقتٍ لاحق، أعلن المحامي الأستاذ خالد زبارقة أن الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى أبلغه بأن الأوقاف قد غيّرت الأقفال بعد الاقتحام.
هددت مخابرات الاحتلال جميع الحراس الموجودين في المقر ومحيطه باعتقالهم في حال صوروا ما حصل، أو إن نشروا أي صورة له، وهذا ما يؤكد خوف الاحتلال من الإرادة الشعبية، وحرصه على منع نقل صورة ما يحصل في الأقصى إعلامياً.
في المحصلة، وهذا هو الأهم...
ما حصل يفتح باباً خطيراً لتدخل محاكم الاحتلال، وإمكانية أن تصدر قراراً بإغلاق الخلوة وسطح باب الرحمة ضمن مجريات قضيتها التي تعمل على اختراعها حالياً، وهو ما ينعش آمال التقسيم المكاني للأقصى من جديد عند المتطرفين الصهاينة.
لقد كانت هذه الطريقة بالضبط هي ما جرى من خلالها إغلاق باب الرحمة أول مرة، حين استهدف الاحتلال لجنة التراث الإسلامي التي كانت تتخذه مقراً لها، ومن ثم أمر بتجريمها واعتبارها منظمة إرهابية، وبإغلاق مقرها، ومن هنا بدأ مسار طوله 16 عاماً من التعويل على قضم مصلى باب الرحمة والساحة الشرقية للأقصى...
هذا يقتضي يقظة شعبية لما يحصل على سطح باب الرحمة، والتأكد من أنه مفتوح وعدم السماح بإغلاقه تحت أي ضغوطٍ صهيونية، ويقتضي من الأوقاف أن تصدر توضيحاً مسؤولاً يضع الأمة في صورة ما يحصل في أقصاها، ويؤكد أن المعركة على التقسيم المكاني انطلاقاً من باب الرحمة معركة مفتوحة لم تغلق، ويجب الحرص على إعماره بالصلاة والرباط على الدوام.
. . .