الاحتلال يُخطر أصحاب المحال التجارية في وادي الجوز بإخلائها.. ما هي أهدافه؟
القدس المحتلة- القسطل: أخطرت طواقم بلدية الاحتلال صباح اليوم الإثنين، بعض أصحاب المحال التجارية في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة بإخلاء منشآتهم.
قبل عدة أيام، قامت بلدية الاحتلال بتصوير المحال التجارية في الحي، ومن ثُمّ عادت اليوم وألصقت إخطارات بإخلائها على الأبواب؛ بحجة البناء غير القانوني، وفقاً لمراسلة "القسطل".
تعتبر منطقة حي وادي الجوز منطقة ذو كثافة سكانية، يوجد فيها حوالي 200 منشأة صناعية وتجارية، وهي ملاصقة لحي الشيخ جراح الذي يتعرض للتهجير من قبل الجمعيات الاستيطانية.
خلال الأعوام الماضية، أعلنت بلدية الاحتلال في القدس عن نيّتها إنشاء ما يسمى بمشروع “وادي السيليكون”؛ بمزاعم تطوير الشارع المقدسي في الحي، وبدأت بالتواصل مع أصحاب الأملاك والأهالي في المنطقة.
هذا المشروع يتضمن بناء حي تكنولوجي وأبراج عالية وفنادق ومراكز تجارية، على أنقاض المنشآت التي تعود ملكيتها للمقدسيين منذ الخمسينات؛ يسعى الاحتلال من خلالها إلى تحويل المنطقة لممرٍ آمن للمستوطنين، وإضفاء الطابع اليهودي عليها.
200 عائلة مقدسية في خطر
وحول ما جرى صباح اليوم، حدّث أحد أصحاب المنشآت يونس دويك "القسطل" قائلاً: "هذا المحل قائم قبل عام 1967، أي مع وجود دولة الاحتلال واستيلائها على المنطقة، ولدينا تراخيص من جميع المؤسسات "الإسرائيلية"، ونقوم بدفع ضرائب الأرنونا، والإيجار".
وتابع أن: "البلدية منذ أكثر من عام قامت بتوزيع أوراق للعاملين في منطقة وادي الجوز؛ لإقامة مشروع ما يسمى بـ "وادي السيليكون" في أراضي الحي".
وأوضح دويك أن بلدية الاحتلال قبل عدة أيام قامت بتصوير المنطقة، أما اليوم فكانت المفاجأة عندما عادت وقامت بتوزيع وإلصاق إخطارات على أبواب المحال والمنشآت التجارية، بما فيها محطة لشركة الكهرباء.
وناشد بضرورة تقديم المساعدة القانونية للأهالي وأصحاب المحال، مضيفاً: "حتى هذه اللحظة لا نعلم إلى أين وصلت مخططات الاحتلال في المنطقة.. نطلب من أي شخص يستطيع المساعدة قانونياً ألّا يتردد بذلك".
وبيّن دويك أنه بعملية الإخلاء هذه، ستصبح أكثر من 200 عائلة بلا مصدر رزقٍ ومعيل، مؤكداً أن ما تقوم به بلدية الاحتلال ليس إلّا "قطع للأرزاق"، فلا أحد من التُجار يستطيع الخروج من هذه المنطقة، وكلٍ منهم لديه عائلة وموظفين.
واختتم مطالباً أصحاب المحال بعدم التوجه لبلدية الاحتلال بشكلٍ فردي، لافتاً إلى ضرورة تشكيل لجنة قانونية لمتابعة هذه الأمور، حيثُ أن حي وادي الجوز هو بوابة القدس للمسجد الأقصى المبارك.
الجعبري: خطواتٌ استباقية من أجل تنفيذ المشروع
فيما قال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لـ "القسطل" إن: "إصدار بلدية الاحتلال إخطارات بإخلاء المحال التجارية، مؤشرٌ على أن البلدية مُصممةٌ على تنفيذ المخطط الموجود لدى "لجنة التنظيم والبناء"، وأننا أصبحنا على أبواب إقامة هذا المشروع الاستيطاني الضخم".
وبيَّن أن بلدية الاحتلال تقوم بخطواتٍ استباقية من أجل المُباشرة بتنفيذ مشروع "وادي السيليكون" الضخم، مُحذراً من ازدياد المخاوف والمخاطر بعد ما حدث اليوم.
وخلال العامين الماضييْن، حاولت البلدية التواصل مع أصحاب الأملاك من أجل الوصول إلى تسوية وهدم هذه المنطقة وبناء المشروع الاستيطاني؛ إلا أن الكثير من أصحاب الأملاك رفضوا، وفقاً للجعبري.
وأضاف "يبدو أن البلدية سوف تلجأ لعمليات الإخلاء، أو المصادرة، أو حجج أخرى من أجل إقامة هذا المشروع.. البلدية أصبحت في عجلةٍ من أمرها لتنفيذه؛ لأنه ممتد حتى حي الشيخ جراح المهدد بالإخلاء والتهجير".
الوصول لما يسمى "القدس الكبرى"
ولفت الجعبري إلى أن هذه المنطقة تقع ضمن جزء مما يسمى بـ "منطقة الحوض المقدس"، الممتدة من جنوب أسوار المسجد الأقصى من وادي الربابة إلى وادي حلوة، وصولاً إلى وادي الجوز وحي الشيخ جراح المهددة بالإخلاء والهدم.
وأكد على أن "إسرائيل" منذ بداية العاميْن الماضي والحالي في عجلةٍ من أمرها لتغيير معالم مدينة القدس بشكلٍ كامل، من خلال مشاريعها الاستيطانية الضخمة، ومحاولة تهجير المقدسيين من مدينتهم، وعن طريق تعاون بكل المستويات "الإسرائيلية".
وشدد الجعبري على أن الاحتلال يسعى لتحويل القدس من مدينة عربية فلسطينية إلى مدينة يهودية خلال عدة سنوات؛ من أجل الوصول لما يسمى بـ "القدس الكبرى"، بحيث تصبح عاصمة لدولة الاحتلال، والقضاء على أي فرصة من أجل أن تكون عاصمة فلسطينية مستقلة.
. . .