بلدية الاحتلال ترصد مليار شيكل لربط مستوطنات القدس.. ما أهدافها؟

بلدية الاحتلال ترصد مليار شيكل لربط مستوطنات القدس.. ما أهدافها؟

القدس المحتلة - القسطل: صادقت لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على سلسلة مشاريع ومخططات تهدف لربط مستوطنات القدس، حيث تم رصد نحو مليار شيقل لهذه المشاريع الهادفة لتكريس السيادة الاحتلالية على المدينة، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني "كول هعير"، اليوم الثلاثاء.

ووفقا لمخطط بلدية الاحتلال، سيتم إقامة مشاريع بنى تحتية، وشبكة طرقات، وتحديث وتوسيع خط القطار الخفيف من أجل ربط المستوطنات في شرقي القدس بالأحياء الغربية في المدينة.

وشملت الخطة رصد مبلغ 94 مليون شيقل لتوسيع وتحديث السكك الحديدية للقطار الخفيف بين أحياء المدينة، ومن ضمنها ميزانية بقيمة 22.2 مليون لتحديث سكة الحديد للقطار الخفيف من مستوطنة "راموت" على جبل المشارف في شرقي المدينة.

وسيقام المشروع فوق أراضي لفتا وشعفاط ليصل إلى مستوطنة "جيلو" قرب بيت جالا جنوب العاصمة، وتشمل أعمال المشروع استكمال مركز المراقبة والتنسيق، ونقل وتحديث البنية التحتية والطرقات بمسار خط سكة الحديد للقطار الخفيف.

كما رصدت بلدية الاحتلال ميزانية تقدر بـ44 مليون شيقل لتعزيز توافر إنشاء مستودع لهذا الخط، وإنشاء جدار على طول محور سكة الحديد للقطار الخفيف الذي سيتم توسيعه وتحديثه.

وتشمل الخطة رصد ميزانية بقيمة 27.5 مليون شيقل لشق طريق يربط بين مباني الجامعة العبرية في أراضي العيساوية -إلى الشمال الشرقي- ومباني الجامعة في غربي القدس في منطقة "جفعات رام"، بالتوازي مع السكة الحديدية للقطار الخفيف.

وتنص خطة لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال على رصد ميزانية 53 مليون شيقل لشق الشارع "الالتفافي الأميركي"، في مساره من جبل المكبر إلى مفرق عين اللوزة في سلوان.

ويتضمن المشروع تحديث وتوسيع الطريق الحالي وتوسيع منحدراته، وبناء الجدران الاستنادية التي تفصل الشارع عن الأحياء التي سيمر بها، وبناء الأرصفة، واستبدال وتطوير مشاريع البنية التحتية القائمة، من شبكات المياه، والصرف الصحي، والري والخزانات الأرضية.

ورصدت بلدية الاحتلال ميزانية بقيمة 17.1 مليون شيقل لتخطيط وتوسيع وتحديث الطريق في بيت حنينا شمالًا باتجاه غرب المدينة، وذلك بهدف تسهيل تنقل وحركة المستوطنين من مستوطنتي "بزغات زئيف" و"النبي يعقوب".

كما تم رصد مبلغ 21.6 مليون شيكل لتوسيع الشارع في مستوطنة "جيلو"، وذلك على حساب الأراضي الفلسطينية، حيث سيتم ربطه بالطريق السريع "بيغن- القدس تل أبيب".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات للقسطل إن هذه المخططات والمشاريع تأتي في إطار استكمال تهويد مدينة القدس بشكل نهائي، وإلغاء الفصل بين شطري المدينة الغربي والشرقي، واعتبار القدس موحدة وغير قابلة للتجزئة والتقسيم وعاصمة "أبدية" لدولة الاحتلال، بل لكل يهود العالم، وإخراجها من أي عملية سياسية مستقبلية، وبما يلزم أي حكومةإسرائيلية قادمة، بعدم طرح فكرة الانسحاب من القسم الشرقي من المدينة.

وبيّن أن هذا الأمر يوجه رسالة للأمريكان، بأنه لن يكون من المسموح إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القسم الشرقي من المدينة، فأي وجود تمثيلي دبلوماسي في القدس لأي دولة على قاعدة اعتبار القسم الشرقي من القدس مدينة محتلة، وفق القانون الدولي، لن تقبل به دولة الاحتلال.

وأوضح أن بلدية الاحتلال تخصص مليار شيقل لعملية ربط البؤر والمشاريعالاستيطانية، في الوقت الذي لا تقدّم فيه الجهات الرسمية الفلسطينية سوى الفتات للقدس.

وأكد للقسطل أن 15 أو 20 مليون شيقل سنويًا لن تُسهم أبدًا في حماية القدس ولا دعم صمود وتمكين أهلها المقدسيين.

وأشار إلى أن ميزانية بلدية الاحتلال وحدها الآن تبلغ 12 مليار و300 مليون شيقل دون الأموال التي تخصصها الحكومة والجمعيات التلمودية والتوراتية والتبرعات من رجال الأعمال والرأسمالية اليهودية في العالم.

وقال الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري إن بلدية الاحتلال خصصت مليار شيقل لاستثمارها فقط في البنية التحتية في القدس لربط القدس “الغربية بـ”الشرقية”، وهذا المشروع سياسي بحت، لأن سلطات الاحتلال تحاول محو الخط الأخضر الذي كان يفصل بين القدس الغربية والشرقية في عام 1967.

وأضاف للقسطل أن إسرائيل تسعى اليوم للحصول على ما يسمى بـالقدس الكبرى (الشرقية والغربية) دون وجود أي خطوط كانت موجودة منذ عام 1967.

وأشار إلى أنها خلال السنوات الأخيرة بدأت تستثمر ملايين الشواقل لمحو الخط الأخضر من خلال إقامة بنية تحتية ضخمة من الشوارع والجسور والأنفاق ومد السكك الحديدية للقطار الخفيف، ما بين القدس الغربية والشرقية.

وأكد أن بلدية الاحتلال بدأت فعليًا بتنفيذ مشاريعها على الأرض، مثل مشروع الشارع الأمريكي جنوب القدس- قرب من حاجز مزموريا”- حيث تم العمل على القسم الأول منه ويصل مستوطنات جنوب الضفة الغربية مع مدينة القدس، وحاليًا سيتم استكمال الجزء الثاني منه كي يصل إلى أسفل مشارف جبل الزيتون (الطور).

وبيّن أن هناك مجموعة من الأنفاق الكبيرة التي بدأت إسرائيل بإنشائها قبل عام وما زالت تستكمل العمل بها في مناطق مختلفة ما بين القدس الغربية والقدس الشرقية، إضافة لتوسيع القطار الخفيف الذي سيمتد على أغلب مناطق القدس.

وأوضح أن هذه المشاريع تأتي ضمن أهداف إسرائيل في تحقيق المشروع الأكبر وهو القدس الكبرى والموحدة، وعاصمتها وتُريد فرض سيادتها عليها، إضافة إلى منع أي محاولات من أي مفاوضات مقبلة مع الفلسطينيين، للمطالبة بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: