"طريق النفق" في شمال غرب القدس.. حين يتسبب الاستيطان بحوادث السير
القدس المحتلة - القسطل: طريقٌ رئيسي استبدله الاحتلال بنفق ضيق يمرّ عبره أكثر من 60 ألف نسمة من سكان قرى شمالي غرب القدس للوصول إلى رام الله، ويكونون تحت رحمة الاحتلال الذي ينصب حواجزه لإعاقة مرور الفلسطينيين، ناهيك عن حوادث السير التي تحصل بسبب تصميمه الهندسي السيء.
يُعتبر النفق جزءًا من طريق يمتد من شارع الجيب وصولًا إلى قرية بدّو بطول 5.5 كم، الطريق الوحيد لقرى؛ بدو، الجيب، بيت سوريك، قطنة، خربة أم اللحم، بيت عنان، بيت دقو، بيت اكسا، بيت اجزا.
افتُتح هذا النفق كبديلٍ عن طريق رئيسي قديم، بعدما استكمل الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري، وبسبب ضعف تأهيله وبنيته التحتية، أدى لوقوع حوادث عديدة، خاصة في فصل الشتاء، كان آخرها حادث سير ذاتي قبل يومين داخل النفق، ما أسفر عن إصابة متوسطة لسائق المركبة.
تُحدّث مهندسة بلدية بدو إسلام أبوعيد ”القسطل” عن سوء أوضاع طريق النفق، والتي تتلخص بعدم وجود إنارة في هذا الشارع، ووجود منعطف حاد، بالتالي تصبح الرؤية شبه معدومة للمركبات القادمة من الاتجاه المعاكس، إضافة لغياب الشواخص المرورية.
وأضافت أن فتحات تصريف المياه شبه معدومة، ما يؤدي لزيادة منسوب مياه الأمطار، ناهيك عن تآكل الطريق على المدى البعيد، ووجود الأعشاب على حواف الطريق.
وأكدت أبو عيد على أهمية الصيانة الدورية للنفق، خاصة ما قبل فصل الشتاء، وأن هذا الأمر يتم من خلال التنسيق مع الجانب “الإسرائيلي”.
وأشارت هنا إلى منع الاحتلال عمليات صيانة وتأهيل الطريق، العام الماضي، وصادر الأدوات ومعدات التصليح.
وخلال المنخفض الجوي الأخير، حصلت إعاقة في حركة المرور في “النفق”، حيث قام متطوعون بإزالة الأعشاب وتصريف مياه الأمطار، في محاولة منهم لحل الأزمة.
بدوره، قال سالم ابو عيد، وهو عضو بمجلس الخدمات المشترك لقرى شمال غرب القدس، إن صيانة طريق النفق بحاجة إلى تعاون ودعم وتضافر الجهود من قبل المؤسسات الرسمية، وبحاجة إلى تنسيق مسبق ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يحتاج وقتًا طويلًا.
ويحتاج الى وقت طويل يتطلب اسماء وارقام هويات العمال ولكن هذه الفترة يتقدم بطلب التنسيق ومن ثم الشروع للعمل, ولكن لم يتسنى لهم العمل قبل هذا الشتاء وذلك كان هناك استقالات من البلديات وادى الى حدوث ازمة مضاعفة للنفق خلال المنخفض الاخير.
وفيما يتعلق بتركيب إنارة الشارع، أشار أبو عيد لـ”القسطل” إلى أنه تم الانتهاء من جزء معين، بعدما تم شراء كافة اللوازم بتكلفة وصلت لما يقارب 13 ألف شيقل، ولكن قوات الاحتلال رفضت دخول الكهربائيين والعمال من البوابة لتركيب الإنارة وربطها من خلال المفاتيح والقواطع الموجودة فوق النفق.
وأضاف “نخطط كمجلس خدمات مشترك لعمل برنامج تشغيلي من صندوق إنقاذ البلديات وخاصة الكبيرة كقطنة وبدو وبيت سوريك، من أجل التنظيف والعمل في شوارع النفق، وسنقوم بالترتيب مع جانب الجيب حول أعمدة الكهرباء وفواتيرها”، مؤكدًا الحاجة لتضافر الجهود من شركة الكهرباء ووزراة الأشغال والمحافظة، ولجنة لتسيير الأعمال.
أما ما يتعلق بزيادة منسوب المياه في النفق، يوضح أبو عيد أن هذه المصارف أو الفتحات عالقة، ومنذ فترة طويلة لم تنظف، وبالتالي تكلّست وتكون الصخر عليها. ومؤخرًا عملت الطواقم بشكل مكثف على تنظيفها لانسياب المياه، وذلك بحفر حفرة على عمق 120 سم وطول 80 سم وعرض 40، كما قاموا بتنظيف قنوات المياه بـ"بالبواجر" من جهة قرية الجيب لعدم تجمعها مرة أخرى.
وبيّن “تجنبًا لوقوع الحوادث، فإن المرحلة القادمة تتمثل بوضع شعارات ولوحات، ودهن المطبات وغيرها”.
ويطالب مجلس الخدمات المشترك بتوسيع صلاحياته في الصحة والنظافة، ويقول إن على وزراة القدس دورًا أكبر في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن قرى شمال غرب القدس مهمشة من قبل الاحتلال والحكومة الفلسطينة.