"أبو فهمي" .. أحد أعلام باب العامود الصّامد في وجه الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: أحد أعلام هذا المكان، لم يبرحه منذ سنوات طويلة، منذ أن كانت البداية بحلوى “الحلبة” حتى أصبحت لديه بسطة بمختلف أنواع الحلويات والقرشلة، يقف كلّ يوم لكسب لقمة عيشه، صامدًا، يواجه تضييقات الاحتلال.
ما إن تدخل بوابة “باب العامود” الحديدية متوجّهًا يسارًا، وتمشي بضعة أمتار، حتى انتهاء البناء المسقوف، ستجد على يسارِك بسطة صغيرةً، بسيطةً، تتكون من صندوق وألواح خشبية، وميزان يقف خلفه المقدسيّ السبعيني أحمد طقّش المعروف لدى أهل المدينة المحتلة بـ”أبو فهمي”.
منذ أربعين عامًا ويزيد، وطقّش يقف خلف بسطته يبيع القرشلة، المعمول، الهريسة، القشطة، لقمة بسمسم، وكعك بعجوة وغير ذلك لأبناء القدس المحتلة وكلّ من يزورها، حتى بات أحد أعلام باب العامود، يفتقده زبائنه وجيرانه من التجار في حال غاب عن تلك البسطة لأيّ سبب كان.
يقول “أبو فهمي” لـ”القسطل” إنني أبيع الناس في هذا المكان منذ أربعين عامًا، حيث بدأتُ بسدرٍ من حلوى “الحلبة”، ثم استأجرت مخزنًا في مكان قريب من البسطة، كي يتسنى لي العمل فيه، وصناعة الحلوى وتخزينها”.
ويُضيف أنه طيلة الأربعين عامًا الماضية، عانى كثيرًا من الاحتلال وشرطته وجيشه وكذلك من طواقم البلدية التي كانت تتعمّد مخالفته باستمرار، حيث بلغت قيمة المخالفات على مدار تلك السنين نحو 200 ألف شيقل ويزيد.
ويقول: “هذا العام، وبسبب جائحة كورونا، عشنا أجواء صعبة، عمل قليل، حركة شرائية ضعيفة”، لافتًا إلى أنه لم يسلم من الاحتلال أيضًا الذي كان يتصيّده ويترصّد به، وأوضح: “تمت مخالفتي بقيمة 7 آلاف شيقل (على ثلاث مرّات) تحت حجج عدم ارتداء الكمّامات وفتح هذه البسطة التي أعتاش منها”.
“العين على بسطتي ومكانها، لكن الحمد لله إلي أربعين سنة عمري ما تعدّيت على حدا، والناس بتحبنا، احنا بنبحث عن لقمة الحلال”، هذا ما قاله العم “أبو فهمي” طقّش الذي يُحبّه الجميع وأحبّوا ما يقدّمه من حلويات وبسكويت وقرشلة بل تعوّدوا أن لا يشتروا تلك الحاجيّات إلّا منه.