عقب إعلان عدم نصب حواجز برمضان.. كيف يُخطط الاحتلال للسيطرة على باب العامود؟
القدس المحتلة- القسطل: أيامٌ قليلة ويبدأ شهر رمضان المبارك، وفي هذا السياق كثفت شرطة وأجهزة الاحتلال من مخططاتها وقراراتها خشية وقوع موجة جديدة من المواجهات، كما حدث خلال رمضان الماضي بعد أن أقامت الشرطة حواجزاً عند باب العامود لمنع المقدسيين من الجلوس في المكان بعد تناول وجبة الإفطار؛ ما أدى لاندلاع المواجهات.
واستمرت المواجهات مع شرطة الاحتلال حتى بعد إزالة الحواجز، وفي 10 مايو بدأت معركة "سيف القدس" التي أطلقتها المقاومة في قطاع غزة دفاعاً عن المقدسيين.
مطلع الأسبوع الجاري، قررت شرطة الاحتلال عدم نصب حواجز حديدية في منطقة باب العامود، خلال أيام رمضان المبارك، كجزء من استخلاص الدروس من المواجهات التي اندلعت خلال العام الماضي، وفقاً لـ "هآرتس".
لكن الكثير من الأسرار والخطورة تكمن خلف هذا القرار؛ ففي المقابل، تُخطط بلدية الاحتلال هذا العام لإقامة فعاليات ثقافية وفنية في باب العامود لاحتواء الفلسطينيين، وذلك ضمن خطة تمت صياغتها بالتعاون مع شرطة الاحتلال.
تأجيل فتيل الانفجار
بدوره، يرى الباحث والمختص في شأن القدس والمسجد الأقصى د. عبدالله معروف في حديثه مع "القسطل" أن الاحتلال يحاول من خلال إعلانه عدم نصب حواجز في باب العامود التخفيف من الاحتقان الشعبي في مدينة القدس، والذي وصل في الفترة الماضية إلى أعلى درجاته بشكلٍ واضح.
ويقول إن "قوات الاحتلال تُحاول أن تسحب فتيل الانفجار من مدينة القدس، وتأجيله إلى ما بعد شهر رمضان المبارك؛ حيثُ تُشير كافة التقديرات إلى أنه أصبح وشيكاً، خاصةً مع الأحداث الأخيرة التي تحدث بشكلٍ شبه يومي بالشيخ جراح ومختلف الأحياء المقدسية، إضافةً للاقتحامات اليومية التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك".
ويُبيّن د. معروف أن الاحتلال يُدرك أن شهر رمضان المبارك يُعتبر موسماً للتصعيد في مدينة القدس كما حصل في السنوات السابقة، وتحديداً العام الماضي؛ حيثُ كان باب العامود أول منطقة حصل بها الاحتكاك الذي أدى لانفجار الأوضاع فيمّا بعد في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
سحب الرمزية الإسلامية وتهويدها
وعوضاً عن نصب الحواجز الحديدية في منطقة باب العامود، خلال رمضان المُقبل، فإن بلدية الاحتلال تُخطط لإقامة فعاليات ثقافية وفنية في المنطقة، ضمن خطة تمت صياغتها بالتعاون مع شرطة الاحتلال.
وحول خطورة هذه الفعاليات، يُشدد د. معروف على أن "الاحتلال يحاول ساعياً سحب الرمزية الإسلامية لمنطقة باب العامود، وجعلها نقطة تهويد لمدينة القدس، ونقطة تثبت سيطرته على المدينة".
مؤكداً في حديثه مع "القسطل" على أن "منطقة باب العامود هي نقطة قوة كبيرة للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، ونقطة ضعف قاتلة للاحتلال".
ويتابع د. معروف أن "قوات الاحتلال تُدرك أن باب العامود هو الأبرز والأكبر من بين كافة بوابات البلدة القديمة بالقدس، وبالتالي فهي تشعر أنها فشلت من الناحية الثقافية، التاريخية والبصرية في فرض أجندتها وصورتها على المدينة المقدسة، باعتبارها مدينة يهودية حسب الادعاء "الإسرائيلي".
ويستكمل لـ "القسطل" أن قوات الاحتلال تسعى من خلال هذه الفعاليات الثقافية والفنية لنشر رؤيتها في مدينة القدس باعتبارها مدينة يهودية، كما تسعى للسيطرة الكاملة عليها من الناحيتين الثقافية والهوية.
ويعتقد د. معروف أنه يُمكن مواجهة هذه الفعاليات من خلال ممارسة المقدسيين حياتهم الطبيعية الرمضانية في باب العامود، وعدم التعاطي مع هذه الفعاليات، إضافةً إلى فرض رؤيتهم الثقافية التي اعتادوا عليها طوال القرون الماضية في المنطقة، وإجبار الاحتلال على التراجع منها.
. . .