عائلة الأسير أحمد مناصرة تنشر بياناً للرأي العام
القدس المحتلة- القسطل: أصدرت عائلة الأسير المقدسي أحمد مناصرة، اليوم الأربعاء، بياناً للرأي العام بعد تداول أخبار عن حالة نجلها الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأسير مناصرة، هو الذي واجه براثن الاحتلال عند قتل أعز أصدقائه ابن عمه الشهيد حسن مناصرة، واعتُقل طفلاً يافعاً بعمر الثالثة عشر، عُرف في حينه، وما زال بوسم "مش متذكر" كلمة السر لصمود وعنفوان الأطفال الذين تعرّضوا لأقسى أشكال القمع والترهيب.
قالت عائلته في بيانها: "نسجل تحفظنا الشديد لبعض المنشورات والأخبار التي نشرت مؤخراً في وسائل الإعلام وبعض صفحات التواصل الاجتماعي عن الأسير أحمد، دون موافقة العائلة احترام خصوصيتها، أو استشارتها، ودون توخي الدقة في مراعاة اختيار المصطلحات والمعلومات، كما نرجو اعتماد العائلة أو من يمثلها، في نقل أي خبر أو معلومة تتعلق بالأسير مناصرة".
وأعلنت العائلة في بيانها أن نجلها مناصرة الذي اعتقل في سن الطفولة قد تعرّض لضربٍ مُبرح بما في ذلك كسر لجمجمته؛ مما تسبب في ورمٍ دموي داخل الجمجمة.
كما تعرّض مناصرة إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف، والحرمان من النوم والراحة، إضافةً للضغوطات النفسية الكبيرة التي لا يحتملها طفل في هذا العمر، ونتيجةً للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة، وفقاً لعائلته.
وأضافت العائلة: "وفي إطار الانتقام من الطفولة الفلسطينية الصامدة، قام الاحتلال بعزل الأسير مناصرة في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جداً وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقاتٍ طويلة".
ولم تكتفِ إدارة سجون الاحتلال بكل ذلك، بل حرمت عائلة الأسير مناصرة من زيارته بحجة العقاب، وفصلته تماماً عن باقي الأسرى، وحرمته من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم؛ مما أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن.
وبيَّنت العائلة أنها بعد أن علمت بحالة نجلها حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد وقت طويل وجهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين حثيثة؛ تمت زيارته من قبل أخصائية في الطب النفسي، والتي قررت بعد زيارته أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى.
كما أشارت الأخصائية إلى أن الأدوية التي يتناولها مناصرة غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية، وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين.
وأكدت أن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية، التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة .
وأضافت العائلة: "حاولنا والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة واليتيمة، ولكن دون أية استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة، وتضعه في ظروف عُزلة تامة دون أدنى حقوق، وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان".
بدورها، استنكرت العائلة ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير مناصرة في غرفة عزل منفردة جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية، وأكدت على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة.
وشددت على أن "الخطر الذي يواجهه الأسير مناصرة سببه ومصدره الاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه! وأن حالته تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسداً ونفساً وعائلة في آن واحد".
كما حملت العائلة الاحتلال وأذرعه المختلفة مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية لنجلها الأسير، مؤكدة أن الظروف التي يعيشها هي ذاتها التي يعاني منها الأسرى المرضى في داخل معتقلات الاحتلال.
وقالت إن: "هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الاسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية أن تضع استراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية والتصدي لانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى عموماً والمرضى على وجه الخصوص" .
واختتمت العائلة مؤكدة أن "وسم "مش متذكر" سيبقى كلمة السر لصمود أطفالنا أمام وحشية الاحتلال وهمجيته، وأمام كل محاولاته لاحتلالنا نفسياً وهدمنا من دواخلنا، وسيبقى أحمد رمزاً للطفولة الفلسطينية الصامدة وسيتجاوز، بدعمكم ومؤازرتكم والتفافكم، هذه الأزمة بل سيردها إلى نحر الاحتلال".
. . .