معاوية علقم..الإرادة تنتصر على السجّان
القدس المحتلة-القسطل: كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، تمنت لو أنه كان إلى جانبها في المنزل، تحضنه وتُقبّله، وتقول له:"مبروك ماما"، لكن فرحة النجاح بالثانوية العامة كانت ممزوجة بألم البعد القسري الذي يفرضه الاحتلال على الأسير معاوية علقم من مدينة القدس المحتلة.
هذا العام، كان يُفترض أن يكون معاوية برفقة أصدقائه على مقاعد الدراسة، ويُقدم امتحانات الثانوية العامة في مدارس القدس، لكن في العاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015 اعتقلت قوات الاحتلال الطفلين علي ومعاوية علقم، وحكمت على الأخير بالسجن ست سنوات ونصف.
في السادس عشر من الشهر الجاري، تلقّت عائلة الأسير معاوية من بيت حنينا بالقدس المحتلة، خبر نجاح نجلها بالثانوية العامة، ضمن 30 أسيرا مقدسيا كانوا قد تقدموا هذا العام لـ"التوجيهي"، ليعمّ الفرح في منزل والده أحمد علقم، وتوزع والدته الحلوى، رغم أنها كانت تتمنى لو كان موجودا معهم، ويحتفل برفقتهم وأصدقائه.
تقول والدة الأسير علقم لـ"القسطل":"معاوية كان متفوقا في مدرسته، ولو لم يكن معتقلا لنال معدلا أعلى، لكن نحن فرحون بنجاحه، وهو شاب طموح كان يحلم قبل اعتقاله بدراسة هندسة الاتصالات".
عقب اعتقال معاوية، كانت والدته تقدم له النصائح لاستكمال دراسته، ليؤكد لها أنه سيثابر ويتقدم لامتحانات الثانوية والجامعة، ويحصل على معدل عالٍ.
تشير والدة معاوية إلى أنه كان مرتبطا في مدرسته، ولم يغب يوما عنها حتى لو كان مريضا، وعلاقته بأصدقائه ومعلماته قوية، فهن حتى اليوم يتواصلن معها للسؤال عنه.
تعرض معاوية لتحقيق قاسٍ، ولم يكن يتوقع أن يصل حكمه لست سنوات ونصف، وهو ما شكّل صدمة له، لكن رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها في الأسر، إلا أنه لم يكن يُظهر ذلك أمام عائلته.
بعد ستة أشهر من اعتقاله، وخلال زيارة والدته له في سجن "هشارون الإسرائيلي"، استطاعت أن تدخل للغرفة التي يجلس فيها الأسرى خلال الزيارة، حينها ضمته بشدة إليها وقبّلته، أما معاوية تمسّك بها بقوة ولم يتركها، وحين غادرت أراد اللحاق بها.
لم يكن هذا الموقف الوحيد الذي أراد الأسير معاوية أن يغادر برفقة عائلته، بل وخلال الأشهر الأولى من التحقيق معه وعقد جلسات المحكمة، كان عند رؤية والديه يظن أنه سيرحل معهما، فيطلب من القاضي "الإسرائيلي" إنهاء الإجراءات سريعا.
تصف والدة معاوية نجلها بالنجم اللامع في السماء، فهو أصغر أبنائها ومُدللها، وصاحب مسؤولية منذ صغره، إضافة إلى انتمائه لعائلته، ومحبته وتعلقه بوالديه، إذ كان يحرص على شراء الهدايا لهما في الأعياد والمناسبات، حتى بعد اعتقاله كان يوصي اخوته بشراء الهدية وتقديمها نيابة عنه.
في شهر آذار/مارس كانت أخر مرة تزور والدة معاوية نجلها في سجن النقب حيث يقبع اليوم، وخلال جائحة كورونا زاره والده مرة واحدة، وتنوي العائلة تسجيل طلب التحاق له في جامعة القدس.
. . .