أشبالُ القدس .. طفولةٌ مسلوبة وأهداف احتلالٍ خبيثة لتدميرهم
القدس المحتلة - القسطل: لم يعيشوا يومًا كغيرهم من أطفال العالم، وُلدوا وتجرّعوا الألم منذ الصرخة الأولى، أحدهم وُلد في اليوم الذي هُدم فيه منزله، وآخر في اليوم الذي اعتُقل فيه والده، وآخرون كُثر وُلدوا يوم قَتل جنود الاحتلال أحد أفراد عائلاتهم.
يخرجون من بيوتهم آمنين، لكنّ ما ينتظرهم يجعل ذويهم في حالة قلق دائم عليهم، فالاقتحامات باتت يومية، والمواجهات أمر حتميّ لا بدّ منه، والرّصاص والغاز المسيل للدموع بات ينزل على أبنائهم أثناء توجههم لمدارسهم ومغادرتهم منها ينهمر عليهم كالمطر، فكيف سيشعرون بالأمان عليهم.
مؤسسات الأسرى، وفي يوم الطفل العالمي الذي يصادف يوم غد (20 من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر)، وثّقت اعتقال قوات الاحتلال لأكثر من 400 طفل فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية تشرين أول/ أكتوبر الماضي غالبيتهم من العاصمة المحتلة “القدس”.
نادي الأسير الفلسطيني أوضح في بيان له، اليوم، أن نحو 170 طفلاً فلسطينياً يحتجزهم الاحتلال في سجونه الثلاث؛ “مجدو”، “عوفر” و”الدامون”.
يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب إن سلطات الاحتلال تحتجز اليوم 35 طفلًا مقدسيًّا في سجن “الدامون”، لافتًا إلى أنها تعزلهم عن بقية الأشبال الفلسطينيين في السجون الأخرى، مؤكدًا أن الهدف سياسي بحت، وأن المخابرات و”الشاباك” تُريد قطع أي علاقات ما بين أشبال القدس والضفة المحتلة، معتبرة بأن أسرى القدس الأطفال “شأن داخلي إسرائيلي”.
ويضيف في حديثه لـ”القسطل” أن سلطات الاحتلال تستهدف شريحة الأطفال في القدس، حيث حرمتهم من التوجه لمدارسهم بسبب إجراءاتها، واعتقلت عددًا كبيرًا منهم، وفرضت عليهم الحبس المنزلي، كما احتجزت البعض منهم داخل مقرات ما يسمى بـ”الإصلاح الاجتماعي”، ناهيك عن فرض الغرامات المالية وأحكام السجن الكبيرة الجائرة.
ويؤكد أبو عصب أن سلطات الاحتلال تعمّدت نشر المخدرات بين صفوف الأطفال من خلال ما تسميه “المخدرات القانونية” من أجل السيطرة على عقولهم وإبعادهم عن الهم الوطني. (المخدرات القانونية هي أنواع غير ثابتة تتطور باستمرار عبر التحايل على جداول الأدوية المخدرة من خلال تطويرها بشكل مستمر عبر خلطها مع بعض النباتات).
بلا طفولة.. ضرب وتنكيل وتفتيش
حتى أثناء ذهاب الأطفال لمدارسهم، فإن جنود الاحتلال المتمركزين في البلدة القديمة وعلى أبوابها، ينكّلون بهم من خلال توقيفهم وتفتيش حقائبهم وبعثرة كتبهم ورميها أرضًا، إلى جانب الإذلال من خلال التفتيش العاري وإجبارهم على خلع الأحذية وفتح السراويل، فيمنعونهم من ممارسة حياتهم الطفولية بشكل طبيعي، بحسب ما أفاد به أبو عصب.
ويبين أن هدف الاحتلال هو العمل على تدمير هذا الجيل عبر سلسلة من الإجراءات، أبرزها؛ الاعتقال، الحبس المنزلي، الحبس الفعلي، الإبعاد عن مكان السكن، الاحتجاز داخل “مؤسسات الإصلاح”، وإبعادهم عن الدراسة.
بحسب لجنة أهالي الأسرى المقدسيين فإن قوات الاحتلال تعتقل ما بين 35 إلى 40 طفلًا بشكل شهري من مدينة القدس المحتلة، وأن معدل اعتقال الأطفال في العاصمة هو الأعلى، فإما أن يتم تمديد اعتقالهم ومحاكمتهم، أو تحويلهم للحبس المنزلي، أو إبعادهم عن بيوتهم وبلداتهم لفترات متفاوتة.