"هذا تطهيرٌ عرقي.. نحنُ أصحاب الأرض".. الاحتلال يُهجّر عائلة أبو سنينة للمرة الثانية
القدس المحتلة- القسطل: هو مسلسل التهجير الذي لا ينتهي في المدينة المقدسة، هدمٌ خلف الآخر، ومخالفةٌ تلو الأخرى، لتجدّ نفسك مستهدفاً وتعيش مرارة وألم التهجير مرتين متتاليتين.
عائلة أبو سنينة من العائلات التي لم تسلم من قرارات الاحتلال الجائرة وظلمه المتواصل في المدينة المقدسة، ستة أفراد كانوا يعيشون في منزلٍ وصفوه بـ "الروح"، يُطل على المسجد الأقصى إطلالة ساحرة يحلم الجميع برؤيتها.
لكنه الاحتلال حطم أمنهم وأمانهم، أغرق ذكرياتهم بالتّراب، وحوّل روحهم إلى ركام، بعد أن أجبرهم على هدم منزلهم قسراً، في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس.
يروي المقدسي إياد أبو سنينة التفاصيل لـ "القسطل" متألّماً، ويقول: "هذه ثاني عملية تهجير قسري نعيشها.. المرة الأولى كانت عندما هُدم منزلنا برأس العامود ببلدة سلوان عام 2015، واليوم نحن نتهجر من بلدة جبل المكبر".
ويُبيّن أبو سنينة أنهم قبل 7 سنوات رفضوا قرار محكمة الاحتلال ولم يهدموا منزلهم قسراً، وبالمقابل هدمته آليات الاحتلال وفرضت عليهم غرامة مالية باهظة.
ويضيف: "هذه المرة.. اضطررنا لهدم منزلنا قسراً حتى نتفادى دفع هذه الغرامات الباهظة"، لافتاً إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يُحاول كسرهم نفسياً وليس اقتصادياً.
ويؤكد أبو سنينة في حديثه مع "القسطل" أن هذا تطهيرٌ عرقي، مردداً بغصّة: "يمنحون المستوطنين التراخيص لبناء مئات الوحدات الاستيطانية، وفي المقابل يحرمونّا من البناء والحصول على التراخيص، بل ويجبروننا على هدم تعبنا بأيدينا".
ستة أفراد ليس لهم سوى هذا المأوى ولا يعلمون إلى أين سيذهبون، هُنا كانت كل حياتهم وذكرياتهم، فهو لم يكن مجرد مكان للسكن بل "انتماء وروح"، حسب وصفه.
ويتابع أبو سنينة بنبرةٍ حزينة: "هذا المنزل يطل على المسجد الأقصى وعلى البلدة القديمة.. هذا المنزل يعني لنّا الكثير من الأشياء.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".
وفي القدس لا نعرف سوى الثبات والصمود، وأكد أبو سنينة على ذلك قائلاً بقوّة: "نحن لا نعلم حتى هذه اللحظة أين سنكمل حياتنا.. لكن مهما حاول الاحتلال من تهجيرنا قسرياً ومن تطهيرنا عرقياً.. سنبقى صامدون داخل مدينتنا المقدسة، ولا غنى لنّا عنها.. نحنُ أصحاب الأرض والحق".
. . .