"تحوّل تعب العمر إلى ركام".. الاحتلال يُشرّد عائلة شويكي من بيت حنينا
القدس المحتلة- القسطل: يعود الناس من صلاة الجمعة لتناول الطعام والجلوس مع عائلاتهم، بينما ينشغل المقدسي رائف شويكي بتفريغ وهدم منزله في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة.
يحمل شويكي بيديه أدوات الهدم، وبكلّ دقّة يدقّها على جدران منزله البالغة مساحته 95 متراً متربعاً، يتقطّع قلبه على الظلم الذي يعيشه المقدسي، بفعل قرارات الاحتلال الجائرة ومسلسل التهجير الذي لا ينتهي.
يقف شويكي أمام منزله الذي تحوّل قسراً إلى ركام، ويقول لـ “القسطل” متألّماً: "أعيش هنا منذ نحو 8 سنوات أنا وزوجتي وأبنائي الاثنين، ومنذ فترة طويلة أحاول الحصول على ترخيص للبناء بمساعدة المحامين".
ويُبيّن أنه حاول مراراً وتكراراً من أجل البقاء في منزله و"تعب عمره"، ودفع مبالغ باهظة للمحامين وبلدية الاحتلال من أجل ذلك، لكن دون جدوى.
وعلى الرغم من محاولات شويكي لوقف أمر الهدم وتشريد عائلته، إلّا أن بلدية الاحتلال وضعت أمامه خيارين، إمّا الهدم القسري بأسرع وقت، أو هدم آلياتها مقابل دفع كافة التكاليف المترتبة على ذلك، والتي تصل قيمتها مئة ألف شيقل.
ويضيف بغصّة: "زوجتي لا تحتمل رؤية مشاهد الهدم وتحويل تعب عمرنا إلى ركام، لذلك ذهبت إلى منزل أهلي.. نحن لا نستطيع دفع المخالفات الباهظة لذلك أُجبرنا على الهدم القسري ولا نقول إلّا حسبي الله ونعم الوكيل".
هنا عاش أفراد عائلة شويكي الأربعة أجمل أيام حياتهم، وذكرياتهم، لكن قرارات الاحتلال الجائرة حوّلت المنزل إلى ركام، أغرقت ذكرياتهم بالتّراب، وشرّدتهم ليُصبحوا بلا مأوى كحال الكثير من العائلات المقدسية.
وفي القدس، لا نعرف سوى الصبر والثبات، واختتم شويكي مردداً: "كلّفني بناء المنزل أكثر من 300 ألف شيقل.. والآن أنا أهدم تعبي بيدي.. لكن الحمدلله، اللهم ثبتنا على هذا البلاء.. هذا هو الحال في القدس".
. . .