المقدسيون يُحيون قراهم المُهجّرة على طريقتهم
القدس المحتلة - القسطل: غالبًا ما يستغلّ أهل العاصمة المحتلة، شمس آذار والطقس والأجواء الجميلة للذهاب إلى القرى الفلسطينية المهجّرة، فيُحيونها بطريقتهم الفلسطينية.
يحمل البعض فطورهم معهم من الكعك المقدسي وإلى جانبه زيت البلاد وزيتونه، يفرشون الأغطية ويضعون ماء الشاي على النار، يقضون صباحهم بين البيوت القديمة التي تُذكّرهم برائحة الأجداد، وأزهار الرّبيع التي تبدأ بالتفتّح.
آخرون يحضّرون لـ“الصاجيّة” على الفحم، فيُحضرون كل ما يحتاجون لإعدادها في الطبيعة الخضراء بتلك القرى المهجرة، ومقدسيون قد يحملون معهم “طنجرة ورق الدوالي” الذي تم إعداده مُسبقًا، لكنهم يتركونه ينضج على الفحم، فيقضون يومهم الجميل في أحضان الذكريات الفلسطينية.
يلتقط المقدسيون الصور، ويتبادلون أطراف الحديث، ثم ينسجُ كل واحد منهم كلماته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يصف فيها المكان، فيشجّع القارئ على التوجه نحو قرانا المهجّرة، التي ما زالت حتى اليوم تواجه التهويد والمخططات الاستيطانية، مثل لفتا.
هناك فئات شبابية مقدسية تُقيم رحلات إلى قرانا المهجّرة من أجل إحياء المكان، فتعرّف بها وما حصل من مجازر فيها وكيف وقعت تحت الاحتلال وهُجّر أهلها منها، إلى جانب إقامة فعاليات تراثية فلسطينية فيها، إضافة لتنظيفها وإقامة الصلاة في مساجدها المهجّرة.
لفتا القرية الكنعانية التي تبعد كيلومتراً واحداً إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتحيط بها بلدات بيت إكسا وبيت حنينا وعين كارم والمالحة ودير ياسين. نشأت فوق رقعة مرتفعة من جبال القدس، تعلو نحو 700 متر عن سطح البحر.
تبلغ مساحة أراضي لفتا أكثر من ثمانية آلاف دونم، وكان يعيش فيها عام 1922 نحو 1.451 نسمة، وازدادوا عام 1931 إلى 1.893 نسمة كانوا يقيمون في 410 منازل، وقُدّر عددهم عام 1945 بنحو 2.550 نسمة.
احتل اليهود قرية لفتا عام 1948 وطردوا سكانها وأسكنوا المستوطنين في البيوت الفلسطينية التي سلِمت من الهدم، كما أقاموا مستعمرة “مي نفتوح” على أراضيها.
صُنّفت قرية “لفتا” في القدس المحتلة كواحدة من 25 موقعًا معرضًا للخطر في أنحاء العالم، وذلك من قبل الصندوق العالمي لحماية الآثار.
وتستمر ما تسمى بـ“دائرة أراضي إسرائيل” بطرح عطاءات ومخططات لتهويد قرية لفتا وإقامة مشاريع استيطانية فيها حتى اليوم.
نترككم مع صور قرية لفتا كما التقطها الكاتب المقدسي عيسى قواسمي..