لا مراسم استقبال للأسيرة إيمان الأعور.. فمن كانت تنتظرها رحلتْ

لا مراسم استقبال للأسيرة إيمان الأعور.. فمن كانت تنتظرها رحلتْ

القدس المحتلة - القسطل: “أنا بستناكِ يما.. بستنى أضمك لصدري”.. تلك الكلمات التي كانت ترددها والدة الأسيرة المقدسية إيمان الأعور (45 عامًا) قبل وفاتها، وكانت ترددها على مسامع ابنتها حينما كانت تتحدّث معها عبر الإذاعة، الوسيلة الوحيدة لتواصل الأسيرات مع ذويهنّ.

في برنامج “بروفايل أسير” الذي يطلّ عليكم عبر شبكة القسطل كل سبت، استضافت الإعلامية لمى غوشة شقيقة الأسيرة المقدسية الأعور، خلود الأعور، والتي حدّثتنا عن معاناة شقيقتها في سجون الاحتلال ومرضها الذي تفاقم وحالتها الصحية التي باتت تسوء في كل يوم تُحتجز فيه في سجن “الدامون”، كما تحدّثت عن تلقّي إيمان نبأ وفاة والدتها.

تقول الأعور: “إيمان كانت تُعالج في قسم الأورام.. فقد تم استئصال أجزاء من رحمها، ومعدتها، وكبدها، وقبل اعتقالها كانت تُحضّر نفسها لإجراء عملية جراحية لاستئصال حبيبات عن الأوتار الصوتية”.

وتضيف: “تُعاني شقيقتي من الكبد الدهني بشكل دائم، وتُصيبها انتكاسة بشكل مفاجئ، فتزداد السوائل في جسدها، وفي هذه الحالة نحتاج لنقلها على الفور للمشفى لسحب السوائل”.

تفاجأت خلود عندما شاهدت شقيقتها إيمان في أول زيارة لها بعد 35 يومًا في زنازين الاحتلال، وقالت: “طلعت من الزنازين.. إيمان مش إيمان.. كانت أضعف بعشرين كيلو .. وكإنها أكبر بعشرين سنة.. اختلف صوتها وطريقة حديثها .. أختي بحاجة للعلاج بشكل فوري”.

طالبت عائلة الأسيرة إيمان بضرورة علاجها من خلال تقديم طلبات للاحتلال عن طريق محاميها، لكن الاحتلال لم يفعل أي شيء من أجلها، وقالت خلود: “إيمان لازم تنام وهي قاعدة شوي حتى السوائل ما ترتفع عندها.. وضعها صعب جدًا.. ومسكّن الآلام هو الحل الوجيد لوجعها”.

أمّا عن التضامن الشعبي، أكدت خلود الأعور أن أهالي الأسرى باتوا يشعرون بالخذلان الكبير اتجاه المؤسسات التي يجب أن تُعنى بأبنائهم المحتجزين في السجون، لافتة إلى أن أبناء العائلة هم من يدعمون بعضهم البعض، أو من ذاق الوجع ذاته من أهالي الأسرى والأسيرات، يصبّرون بعضهم بعضًا، لأنهم يعيشون الوجع ذاته.

في الزنازين، تعرّضت الأسيرة إيمان للتنكيل من قبل الاحتلال، بدأ برؤيتها اعتقال نجلها الأصغر في اليوم الذي اعتُقلت فيه، ثم بسماع صراخ أحدهم أثناء احتجازها في الزنازين وهو يُعذّب ويتألّم وهو يقول: “يما أنا بتعذّب.. يما أنا جبريل”.

تقول خلود: “فعليًا جبريل كان في المنزل، تم الإفراج عنه في ليلة اعتقال إيمان ذاتها، لكم كوسيلة ضغط عليها فعلوا بها ذلك، فكانت تطرق باب الزنزانة بيديها حينما كانت تسمع تلك الأصوات، ما أدى إلى حدوث التهاب بيديها”.

تحضيرات استقبالها .. ورحيل والدتها

كان من المفترض أن تستقبل عائلة الأعور ابنتهم إيمان قريبًا، فهي الوحيدة التي بقيت في سجون الاحتلال، بعدما أُفرج عن جميع أفراد العائلة خلال فترة اعتقالها.

لكن.. “اللي كانت تستناها راحت” هذا كان جواب شقيقتها خلود حينما سألناها عن تحضيرات العائلة واستعدادهم لاستقبالها، فوالدتها توفيت.

لم تتلق الأسيرة إيمان خبر وفاة والدتها من محاميها، بل من الأسيرات في السجون، فكانت الصدمة كبيرة جدًا، ولم تصدّق حتى شاهدت بنفسها ورقة الوفاة.

بعد أربعة أيام من وفاة والدتها، استطاعت الأسيرة التواصل مع أهلها هاتفيًا.. بالصدفة كانوا إخوتها وأخواتها في زيارة لقبر والدتهم يزرعون لها الورود.. ثم تركوا لها مجالًا كي تُحدّث والدتها التي لم تستطع احتضانها ووداعها بسبب الاحتلال.

إيمان سيتم الإفراج عنها من سجون الاحتلال خلال الأسابيع القادمة.. لكن من كانت تنتظرها لن تكون موجودة.. ستزور إيمان قبرها وستُحدّثها كثيرًا وستبكي أكثر.. فالحضن الأخير الذي كان من المفترض أن يكون.. لن يكون أبدًا بسبب الاحتلال.

اقرأ أيضًا..

https://alqastal.org/?p=1803
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: