"كما أُزيلت الحواجز.. ستُزال خيمة بن غفير".. الاحتلال يُزيل حواجزه من محيط منزل عائلة سالم بشروط
القدس المحتلة- القسطل: أزالت قوات الاحتلال صباح اليوم الإثنين، الحواجز الحديدية التي نصّبتها في محيط منزل عائلة سالم في الشيخ جراح منذ عدّة أسابيع، وفق شروطٍ مُحددة.
وفي ساعات الصباح، سادت حالة من الفرح في الحيّ، وتجّمع الأهالي والجيران في منزل عائلة سالم، من بينهم المقدسية أم رمضان السعو التي رصدتها كاميرا "القسطل" وهي تُردد والسعادة تغمرها: "وأخيراً استطعنا القدوم بلا حواجز.. وأخيراً بلا حواجز".
وتعقيباً على ما حدث، قالت الحاجة فاطمة سالم لـ "القسطل" إن: "هذا شيء جيد على عائلتنا، وعلى سكان الحيّ جميعاً؛ حتى نستطيع التواصل مع بعضنا البعض.. فقد كانت قوات الاحتلال تمنعنا من الحركة، وتمنع الجيران من زيارتنا بتاتاً، وتُحاصر المنطقة بالحواجز".
وتابعت سالم: "أزالوا هذه الحواجز شرط منعنا من التجّمع أمام منزلي.. يُسمح لنّا فقط داخل المنزل.. هذا شيءٌ غير قانوني.. يمنعوننا وفي ذات الوقت يسمحون للمستوطنين باقتحام محيط المنزل واستفزازنا والاعتداء علينا، وذلك منذ نصّب "بن غفير" خيمةً له في أرضنا".
وأشارت بقوّةٍ وأمل إلى أن خيمة "بن غفير" ستُزال يوماً ما من أرضها ولن تبقى فيها، بهمّة الشُبّان وتضامنهم الدائم.
أما نجلها إبراهيم سالم، حدّث "القسطل" قائلاً: "هذا فضل من ربّ العالمين.. أزالت قوات الاحتلال صباح اليوم الحواجز الحديدية من محيط منزلنا، وبدأ الأهالي والمتضامنون بالتجّمع في منزلنا.. أنا سعيد جداً، الحمدلله".
وأضاف بإصرار: "كما استطعنا بإرادة الشعب والمتضامنين، وإرادتنا، إزالة الحواجز الحديدية وتجميد قرار الإخلاء، سنستطيع أيضاً إزالة خيمة عضو كنيست الاحتلال "بن غفير" من أرضنا".
وبيّن سالم أن قوات الاحتلال أزالت هذه الحواجز شرط منعهم من التجّمع خارج المنزل في محيط أرضهم، أما داخل المنزل فيُسمح لهم يالتجّمع كما يريدون.
وتعقيباً على ذلك، أردف بثبات: "هذا شيءٌ مؤقت بإذن الله.. سنبقى هُنا في أرضنا ولن نتنازل عنها أو نستمع لكلام أحد.. بإذن الله سنتخلص من الاحتلال ونعود للتجّمع في أرضنا".
عائلة الحاجة فاطمة سالم تعيش في حي الشيخ جراح منذ نحو 73 عاماً، تملك منزلاً وبجانبه قطعة أرض.
ومنذ سنواتٍ عدة، تُعاني العائلة من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بشكل متواصل. خلال عام 1988 أُخطروا بالتهجير والإخلاء، وتمكنوا من تجميد القرار في العام ذاته.
وفي عام 2015، تجدد القرار مرةً أخرى، وعلى إثره تعرض زوج سالم لجلطةٍ دماغية، ومكث في المستشفى 6 أشهر، ثم تُوفي.
وعلى مدار السنوات، دمَّر المستوطنون كافة الأشجار التي كانت مزروعة في الأرض، ومنذ مطلع شهر شباط الماضي يواصل المستوطنون استفزازاتهم للعائلة وعلى رأسهم عضو برلمان الاحتلال "إيتمار بن غفير" الذي وضع مكتبًا له في أرض العائلة، ومنذ ذلك الوقت والتوتّر سيّد الموقف في الشيخ جراح.
اقتحامات متواصلة واستفزازات وصلوات تلمودية ومؤتمرات صحفية تتم في أرض عائلة سالم، ما يؤدي إلى حصول مناوشات ومواجهات بين المقدسيين وأهالي الحي والمتضامنين معهم، وبين المستوطنين وشرطة الاحتلال التي تقوم عناصرها على حمايتهم، فتعتقل الفلسطينيين وتعتدي عليهم بالضرب وتزجّهم في سجونها.
. . .